في الفتاوى التي تصدر عن سماحة مفتي السعودية وهيئة كبار العلماء فيها، سواء رد على أسئلة أم في خطب الجمع، لا تتوافر آلة إعلامية منظمة وجيدة تتولى عرضها بالشكل المطلوب لتصل إلى أكبر شريحة وصولاً مؤثراً، أخص بالذكر بعض الإجابات عن أسئلة تتناول شؤوناً تتقاطع مع قضايا خارجية، أو تضعها دوائر في الخارج ضمن أولوية اهتمامها، لا تتوافر استشارة إعلامية محترفة، الكلام يمكن أن يحرّف أو يُجتزأ أو يفهم في شكل خاطئ إذا وضع في غير مكانه. في قضية التحاق شباب سعوديين بمجموعات مسلحة في سورية أو غيرها، وفي مقابل الأصوات المحرضة التي تهيج عواطف الشباب للانخراط، ليتحولوا إلى حطب تستخدمهم مجموعات مسلحة لا يعرف عنها سوى ما تعلنه عن نفسها، أو ما تبثه وسائل إعلام غربية، في مقابل هذه الأصوات العالية خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، لا تتوافر مواجهة إعلامية شرعية تتناسب للرد والتحصين ودحض الشكوك، والسبب أن مثل هذا لم يؤسس له، لذلك نسمع بين فينة وأخرى عن شاب قال لأهله إنه ذاهب إما للسياحة أو لشراء حاجة ما من دولة مجاورة، ثم يُفاجأ أهله بخبر مقتله في سورية. ولفضيلة الشيخ صالح الفوزان فتوى في ما يخص القتال في سورية بأنه فتنة، والحروب بين المجموعات المسلحة كشفت عن المستور، وقبل هذا في بواكير الأحداث في الشام كان السوريون من الثائرين يرددون أنهم ليسوا في حاجة إلى رجال، وسبق لي نشر نموذج من ذلك. قصة دارس الطب السعودي الذي ترك دراسته وذهب إلى هناك، فكان عبئاً عليهم وتعرّض للسخرية، لست أعلم هل استطاع الخروج أم لا؟ الفتاوى الشرعية بهذا الخصوص التي تصدر عن الجهات الرسمية المعتبرة في السعودية تبقى في الظل أمام قوة التجييش واستغلال العاطفة الدينية، وهو ما ينبغي سرعة تداركه. وحسبنا الله ونعم الوكيل. www.asuwayed.com @asuwayed
مشاركة :