أزهار البياتي (الشارقة) دعا مهرجان الشارقة القرائي، الذي يستمر موسمه الثامن حتى 30 إبريل، إلى إعادة إحياء الإرث الحضاري والتاريخي في أدب الطفل العربي، ومنحه فرصة للتعّرف إلى ملامح من أصوله، تراثه، وحضارته الإنسانية، ليستقرأ صفحات مضيئة من منجزات الآباء والأجداد ويستشعر فخر الاعتزاز بالوطن والمنجزات، من منطلق أهمية التراث الثقافي والإنساني في المجتمع، وفي سبيل تعزيز قيمة الموروثات الشعبية التي تعزز أواصر الهوية وتقوي روابط الانتماء في النفوس والأذهان. أدب الأطفال ووفق سياق برنامج الفعاليات الثقافية وملتقى الأدب في دورة المهرجان للعام الحالي، احتضن «القرائي» أمس حوارا بناء وجلسة نقاشية متميزة، تحت عنوان «الرحلات في أدب الأطفال وعوالم السحر والأسطورة والحكايات الخيالية»، بمشاركة كل من الكاتبة إنجيلا ماك إليستر، ود. فاطمة الصايغ، لتؤكد هذه الأخيرة على الأسلوب الخاطئ الذي تتبعه مناهج التعليم الحديث، والتي تستخدم عناصر التخويف في قصص الأطفال وتجعلها أحد عوامل ضعفه وقلقه النفسي، مقارنة بالنمط القديم والبنّاء في التربية وما تربت عليه الأجيال الماضية من قيم ومبادئ ربطتها بسمات العادات والتقاليد والأصول والسلوكيات القويمة، داعية المجتمع والمدرسة إلى إعادة النظر في دور الأدب لما له من أثر على التوجيه المعنوي والاستقرار النفسي خلال المراحل المبكرة من العمر. ملامح الماضي والحاضر فيما أفصحت المؤلفة اليستر، عن سر نجاحها الكبير وشهرتها في مجال الكتابة لأدب الأطفال، مؤكدة على حقيقية أن كافة أعمالها الأدبية تمزج ما بين ملامح تراث الماضي بعناصر الحاضر والمستقبل، ووفق أساليب شائقة وممتعة، رسمت من خلالها لقرائها الصغار عوالم سحرية نائية وفضاءات واسعة من الخيال، آخذة بعين الاعتبار رغباتهم، أفكارهم، وأحلامهم عبر كم الزيارات الميدانية الناشطة التي كانت تجريها في المدارس، للتعرف من خلالها على ذوق الجيل الجديد وما يحتاجه من جرعات ثقافية وأدبية تنمي خياله وتشحذ طاقاته، وتجعله أكثر ارتباطا بمورثه الشعبي وتراثه الإنساني، مطالبة القائمين على المناهج الدراسية بأخذ الأدب الشعبي من قصص وأساطير وحكايات ضمن الخطط المنهجية، وتفعيل دورها الإيجابي في مواجهة سلبيات التقنيات الحديثة. ... المزيد
مشاركة :