بكين 2008: بكين تكسب رهانها وتزيح الولايات المتحدة عن الصدارة

  • 7/22/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ونظمت الصين إحدى أفضل الألعاب في تاريخ الأولمبياد إن لم يكن أنجحها على الإطلاق حيث جاءت قمة في التنظيم مليئة بالإنجازات التي لا تنسى، وتحديداً ذهبيات السباح الأميركي الفذ مايكل فيلبس وأرقامه القياسية السبعة في الأسبوع الأول منها، قبل أن يستأثر العداء الجامايكي أوسين بولت بالأضواء في الأسبوع الثاني ويحرز ثلاث ذهبيات مسقطاً الرقم القياسي العالمي فيها أيضاً. وأنفقت الدولة المضيفة نحو 28 مليار يورو لتحديث بنيتها التحتية وبناء المرافق الرياضية التي كان تحفتها ملعب "عش الطائر" بهندسته الرائعة. وتصدرت الصين الترتيب برصيد 51 ذهبية وجاءت الولايات المتحدة ثانية ولها 36 ذهبية وروسيا ثالثة (23). وكانت الصين التي نظمت الألعاب للمرة الأولى في تاريخها ولثالث مرة في آسيا بعد طوكيو 1964 وسيول 1988، حصدت 32 ذهبية في ألعاب أثينا قبل أربع سنوات مقابل 36 للولايات المتحدة التي تربّعت على عرش الألعاب في النسخ الثلاث الأخيرة، لكنها استعدت جيداً لألعابها ووضعت برامج خاصة كي تصل إلى هدفها المنشود. فيلبس والمجد الاولمبي فرض السباح الأميركي مايكل فيلبس نفسه أسطورة الألعاب بحصده ثماني ميداليات ذهبية محطماً الرقم القياسي السابق في دورة واحدة لمواطنه السباح مارك سبيتز الذي حقق الانجاز عام 1972 في ميونيخ، كما اصبح أكثر الرياضيين تتويجاً بالذهب الأولمبي بعدما رفع رصيده الى 14 ذهبية، ماحياً الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة مواطنيه السباح سبيتز والعداء كارل لويس والعداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبة الجمباز السوفياتية سابقا لاريسا لاتينينا برصيد 9 ذهبيات. وقال فيلبس "الاروع ان تثبت انه لا يوجد اي شيء مستحيل. الكثير من الاشخاص قالوا انه امر مستحيل. لقد تعلمت ان على المرء ان يتمتع بشيء من الخيال وهذا ما ساعدني.. اعتقد ان ما اريده الآن هو أن أرى والدتي". بولت الاعصار في المقابل، كرّس بولت نفسه اسرع واعظم عداء في تاريخ سباقات السرعة بعد فوزه بثلاثة سباقات واسقاط ارقامها القياسية بشكل مذهل. وجاء بولت إلى الالعاب بعد أن لفت الانظار من خلال تحطيمه الرقم القياسي العالمي في سباق 100 م عندما سجل 19.72 ثانية في لقاء نيويورك الدولي. بيد أن بولت غادرها وفي جعبته ثلاث ذهبيات وثلاثة ارقام قياسية عالمية، لانه حطم رقمه القياسي العالمي في سباق 100 م وانزله حتى 9.69 ثانية رغم أنه خفف من سرعته في الأمتار الاخيرة. ومحا بولت أيضاً رقماً خرافياً في سباق 200 م مسجلا باسم العداء الاميركي الشهير مايكل جونسون أمام ناظري الأخير في ملعب "عش الطائر" وأمام 90 ألف متفرج. وبات أول عداء يجمع بين السباقين السريعين في الألعاب الأولمبية منذ الأميركي الشهير كارل لويس. وسجل بولت 19.30 ثانية، قبل أن يقود فريق التتابع 4 مرات 100 م للذهبية وتحطيم الرقم القياسي العالمي الصامد منذ أولمبياد برشلونة في حوزة المنتخب الأميركي ليقدّم لنفسه أجمل هدية عشية عيد ميلاده الثاني والعشرين، لكن المنتخب الجامايكي جُرّد من الذهبية في 2017 بسبب تنشّط أحد زملاء بولت. وكانت الألعاب أيضاً مسرحاً لتألق العداء الاثيوبي كينينيسا بيكيلي الذي بات خامس عداء في تاريخ الالعاب يجمع بين ذهبيتي سباقي 5 الاف و10 الاف م. وحذت حذوه مواطنته الشهيرة تيرونيش ديبابا فجمعت هي الأخرى ذهبيتي السباقين الطويلين كما فعلت في بطولة العالم في هلسنكي عام 2005. منتخب الأحلام وتربع منتخب الأحلام الأميركي مجدداً على العرش الأولمبي وأحرز ذهبيته الثالثة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الاسباني بطل العالم 118-107. واستعاد المنتخب الاميركي مجددا تفوّقه الاولمبي وهذه المرة بقيادة مدرب جامعة ديوك مايك كريشفسكي ولاعب لوس انجليس ليكرز كوبي براينت الذي كان يخوض أوّل مشاركة له مع منتخب بلاده والمخضرم جايسون كيد صانع العاب دالاس مافريكس الذي نال ذهبيته الثانية لانه كان مشاركا في سيدني 2000، اضافة الى لاعبين منيوا باخفاقي اثينا 2004 ومونديال اليابان 2006 وهم الثلاثي ليبرون جيمس (كيلفلاند كافالييرز) ودواين وايد (ميامي هيت) وكارميلو أنتوني (دنفر ناغتس). أكبر الخاسرين وكان العداء الأميركي تايسون غاي بطل العالم في سباقي 100 م و200 م أكبر الخاسرين لانه فشل في بلوغ نهائي السباق الاول، ثم دفع ثمن خطأ احد زملائه في تسليم العصا في سباق التتابع 4 مرات 100 م ليخرج خالي الوفاض. وفوّت العداء الصيني الرائع جيانغ ليو حلم التتويج الاولمبي الذي كان يحلم به أمام 1.3 مليار نسمة من مواطنيه، لأن الاصابة حرمته من ذلك وسط صدمة كبيرة خيّمت على البلاد. كما فشل نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر في احراز اللقب الأولمبي في الفردي ليؤكد تراجع مستواه في الاشهر التي سبقت الألعاب، حيث خسر نهائي رولان غاروس وويمبلدون، وخرج مبكراً من دورتي تورونتو وسينسيناتي. وكان عزاؤه الوحيد احراز ذهبية الزوجي الأقل قيمة. وعلى الصعيد الجماعي، بقي لقب مسابقة كرة القدم عصيا على المنتخب البرازيلي في تاريخ مشاركاته الاولمبية وكان من نصيب جاره الاميركي الجنوبي منتخب الارجنتين الذي احتفظ به، لكن البرازيل صعدت الى منصة التتويج هذه المرة بالبرونزية. كذلك خرج منتخب كوبا للملاكمة خالي الوفاض من المعدن الاصفر للمرة الاولى منذ عام 1968 وهو الذي دأب على السيطرة على رياضة الفن النبيل في الألعاب الاولمبية وبطولات العالم. ا ف ب/جأش

مشاركة :