العمر ليس مجرد رقم عندما يتعلق الأمر ببيئة العمل

  • 7/24/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لدى الفريد دابس، البالغ من العمر 91 عاماً، معياران يستند إليهما في تقرير استمراره كعضو بحزب العمال داخل مجلس اللوردات في المملكة المتحدة. المعيار الأول شخصي، وهو: هل لا يزال بإمكانه المساهمة، خاصة في قضايا اللاجئين، وهو مجال لديه فيه قدر من الخبرة، لأسباب ليس أقلها فراره من تشيكوسلوفاكيا إلى بريطانيا على متن قطار لنقل الأطفال عام 1939 (في عملية كندرترانسبورت أو عملية نقل الأطفال، وهي مهمة لإنقاذ الأطفال من الدول التي يحتلها النازيون ونقلهم إلى المملكة المتحدة خلال الأشهر التسعة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية). والمعيار الثاني هو: رأي عائلته وزملائه حيال أهليته العقلية. وهو يقول لهم «من فضلكم، رجاء أخبروني، إذا كانت هناك مؤشرات تشير إلى فقدان قواي الذهنية». فالنائب السابق لا يرغب في مواجهة مصير أقرانه المسنين الذين رآهم «يتجولون حول اللوردات ويبدو عليهم التيه تماماً». ومن المتوقع أن تجبر حكومة حزب العمال الجديدة أقرانهم في وقت لاحق على التقاعد من مجلس اللوردات عندما يبلغون سن الثمانين بحلول نهاية الدورة البرلمانية. ويقول دابس إنه «ليس مستاءً»، وليس لديه «أي مشكلة» على المستوى الشخصي مع هذا الاقتراح. وبموجب خطط عاجلة أوضحها خطاب الملك هذا الأسبوع، ألغى حزب العمال مبدأ النبلاء بالوراثة. لكن دابس يريد المضي قدماً، مؤيداً إنشاء مجلس تشريعي ثانٍ منتخب. ويعتقد أن العمر «أداة فظة للغاية، ويجب على المرء الحذر لتجنب التمييز». وهناك أقران له، مثل نيل كينوك (82 عاماً) ومايكل هيسلتين (91 عاماً)، اللذان يقدمان مساهمات مهمة. وهو مقياس آخر قد يكون أكثر فائدة من العمر. وقبل محاولة اغتيال المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، احتدم الجدل في الولايات المتحدة حول ما إذا كان الشخص الطاعن في السن قادراً على العمل، وكان الخطاب السياسي منصباً على ما إذا كان الرئيس جو بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، قادراً على تولي فترة رئاسية ثانية. وتزايدت الضغوط من المشرعين والمانحين الديمقراطيين على بايدن للانسحاب (قبل اعلانه الانسحاب رسمياً) بعد ارتكاب سلسلة أخطاء فادحة، بما في ذلك تقديم الرئيس الأوكراني فولدوديمير زيلينسكي باعتباره «الرئيس بوتين» في قمة الناتو الأخيرة. الحديث حول عمر الرئيس يغذي نقاشاً أوسع، عبر عنه الكاتب الأيرلندي فينتان أوتول بقوله: «ينظر إلى بايدن، سواء استحق ذلك أم لا، على أنه نقطة جذب للسخط العميق بين الأجيال»، بعبارة أخرى، ثمة استياء من اكتناز الأجيال الطاعنة في السن للثروات والوظائف. وعلى الصعيد العالمي، يعد بايدن وترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، أقلية. فقد أفاد مركز بيو للأبحاث أنه في الأول من مايو، كان متوسط عمر قادة الدول 62 عاماً. وكان غالبية القادة العالميين (34%) في الستينيات من العمر، ونحو 22% منهم في الخمسينيات، و19% في السبعينيات، و16% في الأربعينيات. ويعد بايدن من بين 5% من القادة ممن هم في عمر الثمانينيات. ويبلغ رئيس وزراء المملكة المتحدة الحالي، كير ستارمر، 61 عاماً، خلفاً لريشي سوناك البالغ من العمر 44 عاماً. ومع ارتفاع سن التقاعد ومتوسط العمر المتوقع، بات العمل في سن الشيخوخة احتمالية لكثير منا. وفي كتابه «حتمية الاستمرارية»، يسلط أندرو سكوت الضوء على أنه «بسبب اتجاهات الخصوبة، سيتعين على الشركات التنافس مع بعضها البعض على عدد محدود من العمالة الأصغر سناً، وستتجه بشكل متزايد نحو العمالة الأكبر سناً». ويتطلب تحقيق هذا الهدف التغلب على التفرقة العمرية. ورغم أن بايدن ومجلس اللوردات زادا الوضع تفاقماً، إلا أنها مشكلة مستمرة. وفي كتابه «العمل» الصادر عام 1974، كتب ستادز تيركل: «رغم أن العلوم الطبية حسنت متوسط العمر المتوقع، إلا أن أصحاب العمل لم يلحقوا بالركب»، مشيراً إلى أن «علم إدارة الأعمال ضد كبار السن». واستشهد تيركل بالخبير الاقتصادي في حزب العمال جون كولمان، الذي تولى وفقد العديد من وظائف الياقات الزرقاء، ما جعله يشعر بـ«الإحباط». وعلق كولمان، الذي كان يبلغ 51 عاماً، قائلاً إنه «كان لدي فكرة عن شعور المهنيين في عمري عندما يفقدون وظائفهم وتبدأ ثقتهم تتلاشى». وتؤكد إميلي أندروز، نائبة مدير العمل في مركز «إدجنغ بتر»، أنه بدلاً من رؤية الموظفين من خلال «عدسة العمر» فقط، من المهم التركيز على «ما إذا كانوا قادرين على أداء وظائفهم». ويوافق سكوت على أنه من المعقول أن يثبت الشخص المنتخب لشغل مناصب عليا قدراته المعرفية، ومدى ملاءمته لهذا الدور. ويقول: «تكمن المشكلة عندما يطبق ذلك فقط على الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً على سبيل المثال، وغالباً ما ننظر للعمر فقط من زاوية تدهور الصحة والإدراك، لكن بعض الجوانب، مثل الخبرة، تتنامى في الواقع». ويرى سكون أنه من أجل إفساح المجال للمواهب الجديدة والفرق الديناميكية، يجب على أصحاب العمل مواصلة الابتكار وتجنب التفرقة العمرية وضمان عدم «حرمان كبار السن من حقوقهم وفرصهم»، وهذا يتطلب من المؤسسات التغيير والتكيف لتشمل جميع الأعمال. الأمر لا يتعلق بطلب التماس خاص، قد يصعب على الشباب تصديق ذلك، لكن ستحل بهم الشيخوخة بالمثل. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: FT Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :