(1) العمر مراحل، ولكل مرحلة معطياتها ومستلزماتها وقيمتها وحدها وجدها وهزلها وطيشها! فالطفولة- مثلا- يجب أن تمنح كافة فرصها المنطقية التي تكفل نمو الشخصية وإبداعها، من الخطأ أن نتعامل مع الطفل كرجل والطفلة كامرأة! (2) للمراهقة طيشها الذي «نتسامح» معه، وللعشرينيات جديتها التي يجب الالتزام معها، وللثلاثين ثمار يجب أن تقطف، وللأربعين احترامها، وللخمسين وقارها، وللستين صوتها الذي يجب أن ننصت له، وللسبعين بياضها، وللثمانين عكازها، وللتسعين أحفادها، وللمائة وداعيتها. (3) «العمر مجرد رقم» مخاتلة تخرج صاحبها من قيمة يجب أن يتحلى بها، ويتجلى منها، ويتعلى فيها! «تصابي» الستيني يشبه «تشييخ» الطفل، معائب تسرق المرء من حياته! (4) وكلما تصرم جيل تقلصت قائمة «خوارم المروءة»! نحن نجامل! ونمنح الكبير في السن دعما معنويا اعتبارا لصحته النفسية، وإلا كلنا نعلم أن لكل جنس تصرفاته اللائقة به، ولكل فترة عمرية واجباتها! (5) يختلف «العيب» بحسب المكان والزمان، ولكن ثمة مفاهيم تتشاركها البشرية جمعاء، نحن لا يهمنا العيب في أوروبا، لننشغل بعيوبنا! (6) هذا الجيل لديه قدرة هائلة على تذويب القيم! لا يمكن بأي حال من الأحوال لمن يرفض مصادرة الطفولة، ويؤمن بأن «كل شيء في وقته حلو»؛ أن يقبل هرولة «السبعيني» مع المراهقين، هذا أمر معيب، و«تطبيع» الأمر خيانة للمجتمع! (7) لا أحب منظر الطفل بالشماغ والعقال والبشت، كما لا يروقني منظر السبعيني في مدرجات الملعب، كما لا يحب أحد منظر الفتاة في هوايات الأولاد، والمرأة في أماكن الرجال! الأمر المعيب يبقى معيبا مهما حاولنا تلطيف المسميات... كل شيء في «مجاله» حلو!
مشاركة :