وقال مراسلو وكالة فرانس برس إن القصف المدفعي والغارات الجوية استمرت خلال الليل واستهدفت عدة مناطق من قطاع غزة المدمر ويشهد كارثة إنسانية متفاقمة. وفي الجنوب، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألف فلسطيني نزحوا هرباً من القتال العنيف في خان يونس منذ أن بدأ الجيش عملية في المنطقة الاثنين الماضي. وأضافت الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء و"المعارك والقصف الكثيف ... عطلت إلى حد كبير عمليات الإغاثة" في حين يعاني السكان من شح شديد في المياه ويعيشون في ظروف صحية مزرية، إلى جانب مشكلة الصرف الصحي التي أدت إلى انتشار المياه الآسنة وسط الدمار. بعد أن أعلنت إسرائيل أن قواتها "ستنفذ عملية كبيرة" في خان يونس، بما في ذلك في منطقة المواصي التي أعلنتها سابقًا منطقة إنسانية "آمنة"، قالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس الاثنين إن 70 شخصًا قتلوا في تلك العملية وأصيب أكثر من 200 بجروح. وقال الجيش من جانبه إنه يعمل على وقف إطلاق الصواريخ من تلك المنطقة التي شهدت قتالًا عنيفًا ونسف الجيش معظم مبانيها في وقت سابق من العام، قبل أن ينسحب منها. أمر الجيش السبت سكان أجزاء أخرى من خان يونس "بالإخلاء مؤقتًا إلى المنطقة الإنسانية المعدلة في المواصي"، وهي المرة الثانية في غضون أسبوع التي يعدل فيها مساحة تلك المنطقة التي طلب سابقاً من النازحين التوجه إليها، ولكنها تعرضت للقصف. وقال شهود ومسعفون إن المعارك استمرت عنيفة في شرق خان يونس الجمعة. وأفاد مسعفون في مستشفى ناصر بالمدينة أنه تم إحضار 26 جثة على الأقل إلى المستشفى بينها 16 من شرق المحافظة الجنوبية. وفي رفح على الحدود مع مصر في القطاع المحاصر، قال مسعفون إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب عدة آخرون عندما استهدفت غارة جوية منزلا. وفي وسط القطاع، قال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن الجيش قصف أجزاء من مخيمي البريج والنصيرات خلال الليل. وفي بيان، قال الجيش السبت إن قواته أغارت على مواقع عسكرية فوق الأرض وتحتها، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك قاذفات صواريخ محمولة وقنابل يدوية وبنادق رشاشة. وأضاف أن قواته واصلت الجمعة عملياتها في منطقة رفح، حيث أعلن القضاء على "عشرات" المسلحين خلال اليومين الماضيين. اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم نفذته حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن 1197 قتيلًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد أجرته فرانس برس استنادًا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخطف المهاجمون 251 شخصا ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم قُتلوا. وردّت إسرائيل متوعدة "بالقضاء" على الحركة بحملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39175 قتيلا على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع. ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، اضطُرت الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة للنزوح عدة مرات بسبب القصف والقتال.
مشاركة :