رؤية بانورامية

  • 4/27/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تضمن تقديم ولي ولي العهد للرؤية 2030، في حديثه التلفازي الاثنين الماضي، قضايا محورية مهمة، لعل عنوانها الأميز بناء وطن يتسع للجميع ويتقبل الآخر، لفتني على وجه الخصوص إشارته لانتهاء أسلوب الخيمة وحديثه عن السلطات الثلاث وعن مكاتب إدارة المشاريع Project Management Offices، وتختصر في PMO وهي أفضل ما أنتجت المدارس الإدارية الحديثة في الإشراف على المشاريع. محور الرؤية صنع اقتصاد لا يعتمد على النفط، وسيلتها مجموعة برامج في شكل مشاريع لكل منها خطة تنفيذية، وهنا يبدأ عمل الـPMO للتأكد من سير العمل ومعرفة موطن الخلل، وما عهدناه كان وضع خطط ورقية ويترك التنفيذ لأهواء وعزم المنفذين. انتهاء عهد الخيمة في الإدارة يعني، ضمن أمور عدة، العودة للعمل المؤسسي والالتزام بالتسلسل الإداري بتوزيع الاختصاصات وتحديد الواجبات والتفويض على قدر المسؤولية، ولا شك أن اللامركزية أمر مطلوب في دولة بحجم قارة كدولتنا. اختفاء أسلوب الخيمة ينهي مقولة «الطاسة الضايعة» وطريقة تسيير الأمور بدلا من إدارتها، ينهي أسلوب شيخ القبيلة في تصريف المهمات والعودة لأسلوب الدولة والإدارة الحديثة، يبدد الانتماءات التحتية ويحد من سوء استخدام السلطة محاباة أسرية أو مناطقية. الحديث عن السلطات الثلاث في تقديم الرؤية له مغزاه، هنا أيضا تحدد المسؤولية منعا لتداخلها، السلطة التشريعية بما تضع من قوانين وأنظمة حديثة لتسيير أمور الدولة ممثلة في مجلس الشورى، والسلطة التنفيذية لهذه القوانين والأنظمة ممثلة في مجلس الوزراء، والسلطة القضائية بين المتنازعين حسب تعاليم الشريعة السمحاء، ركن الرحى هنا هو الفصل بين السلطات الثلاث وولي الأمر، في حالتنا، يعتبر هو الحد الفاصل بينهم. تحدث الأمير عن السياحة والترفيه وإنشاء متحف ضخم لتاريخنا القديم والحديث، المبهج هنا التمكن من تقديم وجهنا الحضاري والثقافي لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين ولزوار المملكة الآخرين، السياحة أصبحت صناعة قائمة بذاتها تعتمد على دخلها عدة دول، وطالما تحدث كتابنا عن أهمية تعريف الحاج والمعتمر بتاريخ وثقافة المملكة، مع أداء نسكه على أكمل وجه، لمحو فكرة أن المملكة مجرد بئر نفط وعمائر اسمنتية. هنا تاريخ يروى وآثار تحكي حضارات قديمة منذ فجر التاريخ البشري توجت بحضارة إسلامية عم نورها الكرة الأرضية، بل غيرت تاريخها، من حق كل مسلمي العالم وكل مهتم بالمعرفة والحضارة تتبع آثارها ومعرفة تفاصيلها، هنا الحرمان الشريفان ومدارسهما الفكرية التي أنشأت أبا العلوم «الفقه»، الذي منه خرج علم القانون الحديث، وأسست علم التوثيق، ولفضله تعود كل العلوم الحديثة. أرامكو قصة أخرى تستحق مقالا خاصا.

مشاركة :