رؤية بانورامية للغرب

  • 12/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استمع خيرى منصور رغم كل ما كتبه أكاديميون بارزون من العرب الذين يعيشون في الولايات المتحدة عن حاجة العالم العربي إلى تطوير رؤاه ومقارباته السياسية والإعلامية من الغرب، إلا أن السائد حتى الآن هو الارتهان إلى مفاهيم أفقدها التطور صلاحيتها. فالغرب تطور خلال العقود الخمسة الماضية بتسارع يصعب اللحاق به ورصده، وما كان مدرجاً في قائمة الثوابت لم يعد كذلك، حيث أصبح الثابت الوحيد هو المتغير. ونذكر للمثال فقط أن كاتباً أمريكياً علق على الرسالة التي وجهها صدام حسين إلى الرئيس بوش الأب قبل اندلاع الحرب قائلاً، إن هذا الخطاب سياحي أكثر مما هو سياسي لأن معظم ما ورد فيه يفترض أن أمريكا تحتكم إلى أعراف وتقاليد تشبه العالم العربي. وحقيقة الأمر أن معظم الإعلام الذي يخاطب الغرب يفتقر إلى الوعي الدقيق بالثقافة الغربية، حيث لا معنى لمفردات كالفروسية أو المناقبية الأخلاقية، ففي الغرب نظم سياسية ذات استراتيجيات ومصالح، وقد يصبح حليف الأمس عدو الغد، وهناك تجارب عديدة تبرهن على ذلك في أمريكا اللاتينية بالتحديد! وما نخشاه هو أن يتكرر الخطاب ذاته إزاء الانتخابات الفرنسية القادمة، بحيث يلتقط المعلقون عبارة من هنا أو رأياً من هناك، وبالتالي تخيب التوقعات. وفهم الغرب بدءاً من ثقافته ومنظومات قيمه ومفاهيمه لا يتم لمجرد قراءة ما يصدر فيه من صحف وكتب لأنه متعدد وديمقراطيته رغم كل ما يشوبها تتيح مساحات من الاختلاف وقد نقرأ الفكرة ونقيضها في آن معاً، لهذا فإن المنهج الانتقائي الذي يحذف ما لا يروق لنا من شأنه أن يبقى المشهد نصف مضاء أو نصف معتم! ومن يرصد ما تجود به الفضائيات العربية من تحليلات مطبوخة على عجل حول ما يجري في الغرب يدرك على الفور أن معظمها لا يريد أن يرى غير ما يودّ رؤيته، أو يمارس إسقاطاً سياسياً مشحوناً بالإيديولوجيا وبالتالي يخترع غرباً غير هذا الغرب! إن الرؤية البانورامية الشاملة هي ما يؤمن ويضمن لمقارباتنا السياسية عن الغرب عدم الانزلاق إلى السياحي على حساب السياسي!

مشاركة :