رياح وأوتاد: أعاد التاريخ نفسه ولكن بالفارسية هذه المرة

  • 8/4/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت حادثة اغتيال إسماعيل هنية، رحمه الله، تشابه النظام الإيراني اليوم مع بعض الأنظمة الثورية التي سادت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، هذه الأنظمة حظيت بشعبية كبيرة عند الشعوب العربية، فكانوا يعلقون صور الحكام الثوريين في بيوتهم، ويتابعون ويطربون لسماع خطبهم في الراديو مزلزلة للكيان الصهيوني، ومهددة بإلقاء اليهود في البحر، وصواريخهم كانت ظافرة وقاهرة ومبشرة بالنصر القريب، وتغلغلت الشعارات الثورية حتى قامت بعض هذه الشعوب بثورات سلمية وانقلابات دموية على بعض دولهم بإلهام وبدعم من أولئك الحكام الثوريين وشعاراتهم. واليوم يعيش بعض العرب حالة مشابهةً لنفس مرحلة اللاوعي السابقة، ولكن مع النظام الإيراني هذه المرة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فراحوا يترقبون النصر القادم من إيران، ويستبشرون بالصواريخ والمسيرات العابرة التي ستزيل الحصار عن غزة، وتقتص من الذين قتلوا أربعين ألف مسلم وعربي، وتملكت الشعارات الإيرانية وخلايا أحزابه من بعض العرب في دولهم، وتغلل النظام الإيراني حتى بات يسيطر على أربع دول عربية. ولكن بدلاً من النصر الذي كانت تنتظره الشعوب من أنظمة الخمسينيات والستينيات جاءت هزيمة 67، وتم تسليم الجولان، وتحطمت الطائرات قبل إقلاعها، والصواريخ تبين أنها ليست ظافرة ولا قاهرة، وانكشف اختراق الصهاينة لكل الأنظمة السرية والمخابرات العربية، فتغلغل اليهود الصهاينة في هذه الأنظمة فقاموا بالتجسس والاغتيالات، مثل العالم الكبير مشرفة وغيره، وحتى اختبارات الثانوية العامة تمت إذاعتها من إذاعة إسرائيل قبل موعد الامتحانات. ومثلما حدث مع الأنظمة العربية الثورية في السابق ينكشف اليوم النظام الإيراني، ويتبين تغلغل الصهاينة في عقر داره ويغتال هنية فيه غدراً، وصواريخه ومسيراته لم تقتل جندياً إسرائيلياً واحداً، بينما قتلت أسلحته المدمرة آلاف المسلمين في سورية والعراق، أما شعاراته فزلزلت، أو كادت، بلاداً عربية مستقرة، بدلاً من أن تزلزل إسرائيل، وباتت إيران تتحكم في أربع دول عربية. رحمك الله يا أبوالعبد، قاتلت الصهاينة المحتلين، وقدمت التضحيات من أهلك وولدك، ولكنك وثقت بمن لا يستحق الثقة، وأسبغت عليهم لفظ الإمامة والجهاد والشهادة، فكنت ترجو أن تحرر أرضك، ولكنهم كانوا يستخدمون القضية لتوسيع سيطرتهم وإمبراطوريتهم.

مشاركة :