يتخوف بعض المتوجسين من أن مجتمعنا ليس مهيأ بعد لكي يتقبل الرؤية الطموح التي طرحها سمو الأمير محمد بن سلمان خاصة في الجانب الثقافي والترفيهي، وحديث سموه عن السياحة والمسرح والسينما، ولعل مرد ذلك التخوف إنما يعود لتلك الأصوات النشاز التي تتعالى كلما كانت الدولة بصدد إصدار قرار من تلك القرارات التي تحقق للوطن مزيدا من التقدم وللمجتمع مزيدا من الرخاء وتكرس مفهوم الدولة كدولة متحضرة منتمية للعصر مستفيدة من منجزاته محققة لمواطنيها ما تحققه الدول المتقدمة لمواطنيها. وليس لهؤلاء المتوجسين أن يخشوا من تأثير تلك الأصوات النشاز، فقد علمتنا الدولة أنها حين تريد أن تقرر ما تراه في مصلحة المواطن ومستقبل الوطن فإنها تقرره دون أن تلتفت لمثل تلك الأصوات أو ترهن قرارها بتقبلهم أو موافقتهم، ومثال ذلك حين قررت تعليم البنات وتأسيس محطة التلفزيون قديما ومنح المرأة حق حمل الهوية الوطنية وعضوية المجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى حديثا، وتعرف الدولة أن أولئك الذين يرفضون مثل هذه القرارات المتحضرة لا يلبثون أن يتقبلوها حين تصبح أمرا واقعا بل يصبحون من أكثر الناس حرصا على الاستفادة منها كذلك. والذين يتخوفون من أن تعيق هذه الأصوات تحقيق ما تعد به الرؤية التي طرحها الأمير محمد بن سلمان لا يعرفون أن هذه الأصوات لا تمثل الأكثرية من الشعب السعودي الذي يتطلع لمزيد من المنجزات الحضارية التي توثق صلته بالعصر ومنجزاته ومكتسبات الإنسان فيه، هذه الأصوات النشاز المعارضة لأي مشروع تنويري تطويري لا تمثل الغالبية العظمى من الشعب المتفتح على الحياة والمنفتح على العالم، الشعب الذي تكتظ به المطارات كلما وجد فرصة للسفر والتعرف على العالم والحريص على الاستفادة من كافة وسائل التقنية، الشعب الذي تزدحم به الأسواق ومعارض الكتب وشواطئ البحر، الشعب الذي دفع بمئات الآلاف من أبنائه وبناته إلى مختلف جامعات العالم، هذا هو الشعب وليس أولئك الذين يتخفون وراء معرفات تويتر يدعون بالويل والثبور ويحذرون من عظائم الأمور كلما لاح في الأفق منجز حضاري يحلم به جميع المواطنين.
مشاركة :