اتجهت بوصلة الأندية السعودية في دوري عبد اللطيف جميل إلى اللاعبين العرب هذا الموسم، ويبدو أن التعاقد مع اللاعبين غير العرب لم يعد مجديا، بسبب المبالغ المالية الطائلة التي تكلفها الأندية، فضلا عن شروطهم التعجيزية في بعض الأوقات، مع وجود الشرط الجزائي العالي الذي قد يحول دون فسخ العقد، في مقابل أداء غير مقنع على أرض الملعب. والأجانب أيضا نجدهم كثيرا ما يتذمرون من الأجواء المناخية في المنطقة ويجعلونها شماعة يعلقون عليها إخفاقهم وفشلهم في تقديم ما يوزاي ما يدفع لهم، وبالطبع هناك قلة أثبتت وجودها وأكدت جدارتها بما تملكه من إمكانات فنية عالية نجحت في إنزالها لأرض الواقع. في الوقت الذي نجد فيه اللاعب العربي الموهوب مرنا في التفاوض، ولا يغالي في الناحية المالية، كما أن رغبتهم بالاحتراف في الدوري السعودي ترجح الكفة أحيانا، فضلا على سرعة تألقهم مع الأجواء، ما يساعدهم في تقديم كل ما عندهم، والأمثلة لا حصر لها. ويركض في ملاعب الدوري السعودي 17 لاعبا عربيا، أغلبهم فرض نفسه بقوة في تشكيلة فريقه، ولعب دورا مؤثرا في تحسين نتائجه، والبقية تنتظر دورها لتقول كلمتها. حسن الطير مهاجم فريق الشعلة، الذي ساعد فريقه في الهروب من مناطق الهبوط وأسهم في تسجيل ستة أهداف، ويمتاز اللاعب بتسديد الكرات الثابتة الذي سجل منها أربعة أهداف، حسب إحصائيات الدوري السعودي، وبات تحت مجهر أندية المقدمة. وأصبح شادي أبو هشهش مطمعا لأندية دوري "جميل"، حيث برز الموسم الماضي مع الفتح وحقق معه بطولة الدوري، وكان إحدى الأوراق المهمة في خريطة التونسي فتحي الجبال، وانتقل بداية الموسم الحالي إلى التعاون وأصبح قائدا له ولاعبا مؤثرا في مباريات الفريق الذي يجلس حاليا في مركز متقدم بفضل جهود هذا اللاعب الفنان. العماني عماد الحوسني العائد إلى منافسات "جميل" والهداف الذي لا يختلف على قيمته الفنية العالية، سبق له الاحتراف في الأهلي ولعب معه موسمين ونصفا أبدع وأمتع، وكان رقما بارزا في صفوفه، لكن الإصابة حرمته من إكمال المسيرة مع الراقي، وبعد تعافيه انتقل إلى النصر في فترة الانتقالات الشتوية الحالية وسجل هدفين في أول مباراتين، كل مباراة بهدف، وسيعتمد عليه كارينيو مدرب الفريق. ويعتبر المغربي عادل هرماش الذي رحل عن الهلال في كانون الثاني (يناير) الحالي أحد الأسماء الرنانة التي أسهمت مع فريقها في تحقيق بطولات في موسم ونصف، ثم انتقل في كانون الثاني (يناير) الماضي إلى تولوز الفرنسي في صفقة إعارة لمدة ستة أشهر قبل أن يعود إلى الهلال ويلعب معه نصف موسم وتم التخلي عنه. من الأسماء العربية التي لعبت هذا الموسم يبرز مصعب اللحام، عبد الله ذيب، خليل بن عطية، حسين الحضري، والبحرينيان محمد حسين وإسماعيل عبد اللطيف، والجزائريان فريد شكلام ومراد دلهوم، والتونسيان عمار الجمل وأمين العباس، والفلسطيني عماد خليلي، واللبناني محمد حيدر، والمصري محمد صلاح. ويبدو أن فرقا في دوري "جميل" وجدت ضالتها في المحترفين العرب لعل وعسى أن يكونوا دعامة لفرقهم.