بيروت - يساور القلق كامل مروة وزوجته مريم إزاء خطوتهما التالية بعد نزوحهما خمس مرات في جنوب لبنان بينما يتابعان أنباء الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، وينتابهما الخوف من أن تتحول الأعمال القتالية على الحدود إلى حرب شاملة. ويتنقل الأبوان لثلاثة أبناء يعيشون في الخارج بين قريتهم يحمر التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود وأصدقائهم في أماكن أخرى في لبنان. وقال مروة، وهو أكاديمي، “مستقبل مظلم.. أسود”. وأدى الصراع إلى نزوح ما يربو على 100 ألف من سكان جنوب لبنان، وفقا لبرنامج مصفوفة تتبع النزوح التابع للمنظمة الدولية للهجرة. وتتبادل إسرائيل وحزب الله المتحالف مع إيران إطلاق النار منذ أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر مما أشعل فتيل الحرب في غزة والتي لا يوجد أي مؤشر على انتهائها في المدى المنظور. وبعد مرور نحو 10 أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، يمتد الصراع الآن إلى لبنان الذي سبق أن ألحقت به إسرائيل الدمار في صراعات سابقة مع حزب الله. وأدت حرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006 إلى مقتل 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، و157 إسرائيليا، معظمهم من الجنود. وقصفت إسرائيل جنوب لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله ودمرت مساحات شاسعة من معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت. لبنان يعتمد في إيواء النازحين على مدارس عامة سيئة التجهيز أو ترتيبات غير رسمية مثل الإقامة مع أسر أو أصدقاء وكانت غالبية الاشتباكات على مدى الأشهر العشرة الماضية على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وأججت إسرائيل التوتر باغتيال شخصيات كبيرة في حزب الله. وقال حسن نصرالله الأمين العام للحزب اللبناني هذا الشهر إن رده على الهجمات الإسرائيلية سيكون قويا وفعالا. وكان يتحدث في كلمة ألقاها بعد مرور أسبوع على مقتل القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر الذي لقي حتفه في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. وتوعدت إيران وحزب الله بالثأر لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في عملية في طهران الشهر الماضي. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل نفذت هذه العملية غير أنها لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم. وعانت الدولة اللبنانية من صعوبات في توفير الخدمات الأساسية حتى قبل بدء الصراع الحالي بينما تركتها النخب الحاكمة فريسة لتفاقم أزمة اقتصادية مستمرة منذ خمس سنوات. وقد خلفت الأزمة الاقتصادية والصراع على الحدود خسائر فادحة. وقالت الزوجة مريم “كله بأثر عليك، لهيك نفسيتك بتتأثر لدرجة إنو صرت آخد دواء أعصاب”. وفي حين تؤوي إسرائيل النازحين لديها في مساكن تمولها الحكومة، يعتمد لبنان على مدارس عامة سيئة التجهيز أو ترتيبات غير رسمية مثل الإقامة مع أسر أو أصدقاء. ولجأت وفاء يوسف الدرويش، وهي من قرية ضهيرة القريبة من الحدود الإسرائيلية، إلى شقيقتها للإقامة معها في مدينة صور التي استهدفتها الغارات الجوية خلال الصراع بجنوب لبنان. وقالت وفاء “كنا بالضيعة عنا، وعم نشتغل وعادي، وانفرضت علينا حرب”. كانت وفاء تعمل في الزراعة وتنتج عبوات زيت الزيتون وتبيعها. وأضافت “راحت بيوتنا وأحياءنا ورزقنا وشو بدي أخبرك، شغلات كتيرة”.
مشاركة :