ناشد أهالي الموقوفين في قضية عمق، سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بإطلاق سراح ذويهم بعد أن أكملوا يومهم التاسع في التوقيف بتهمة مقاومة رجال الأمن، ورشقهم بالحجارة أثناء تأديتهم واجبهم في إزالة قريتهم التي سكنوها لأكثر من 20 سنة. "سبق" تجولت مساء اليوم بمخطط عمق، والذي شارفت عمليات الإزالة فيه على الانتهاء، وقابلت بعض أهالي الموقوفين، والذين أكدوا أنهم راحوا ضحية غش وخداع لم يعلموا عنهما. وقالوا إن "من باعنا تلك المواقع ادعى أنها غير مملوكة لأحد، ولا توجد عليها مشاكل، وها هي المدارس الحكومية مبنية في نفس الموقع". وتابعوا: "وَمِمَّا زادنا تأكيداً لكلام السماسرة طوال المدة التي قضيناها في الموقع سفلتة الموقع، ودخول أعمدة الكهرباء فيها". "سبق" التقت بإحدى الأسر الساكنة هناك، والذين قالوا: "مندوب البلدية حضر إلى سكننا ظهر أمس، وتفاجأنا به يدخل للسكن، ويطالبنا بالخروج منه، وسط حر الشمس، وإلا سيهدمه فوقنا، وأعطانا مهلة إلى الساعة الثالثة، وسيقوم بعدها بإخراجنا". وتابعوا: "عندما أبلغناه أن توجيه الإمارة يقضي بعدم إزالة المواقع التي يوجد بها نساء وأطفال، وأن والدنا لازال في التوقيف، ولا نستطيع أن نتصرف بدونه؛ تركنا ورحل بعد أن أزال بعض جدران الحوش". ومن جانب آخر، التقت "سبق" بأحد السكان هناك، والذي قال إنه يتولى حراسة الموقع ليلاً بالتناوب مع زوجته التي تتولى ذلك نهاراً؛ خوفاً من تعرض موقعهم للسرقة؛ إذ يشاهدان في ساعات الليل عمالة تقف بـ"دينات" وتقوم بتحميل ما تجده في المواقع المزالة. وأكد غالبية الأهالي الباقين في مواقعهم المأهولة أن الجهات الأمنية التي تحضر مع الآليات لم تتعرض إلى السكن الذي يشاهدون أسراً بداخله. وعبر أهالي الموقوفين عن رضاهم التام لما ينقله لهم آباؤهم من عناية واهتمام بالغ من قبل الجهات الأمنية الموقوفين بها، وتسهيل عملية التواصل معهم، وزيارتهم أو الاتصال بهم هاتفياً، مؤكدين أنهم لا يتلقون أي سوء في المعاملة. وناشد أهالي الموقوفين سمو ولي العهد إطلاق سراحهم والتمام شملهم بهم، بعد أن انقطع أبناؤهم عن مدارسهم، وتضرروا من هذا التوقيف، وأصبحوا لا يستطيعون قضاء حوائجهم، فهناك زوجة تنتظر وطفل يبكي ومسن يترقب عودة فلذة كبده. ولازالت الجهات الأمنية تتحفظ على أكثر من 30 شخصاً من أهالي عمق منذ الثلاثاء قبل الماضي وحتى اللحظة الحالية.
مشاركة :