يبدو أن مسلسلات رمضان المقبل ستنتهج، شكلاً خاصاً يهتم بسيكولوجية الشخصيات الدرامية ودراستها والتعمق فيها. وليس غريباً هذا الاتجاه في ظلّ تفاقم المشكلات النفسية والاجتماعية، بعد أزمات كثيرة عاشها الفرد العربي وجعلته شخصية مأزومة بامتياز. لذا، يمكن القول إنّ «الشخصية» أصبحت تتحكم بالعلاقات الاجتماعية التي تتأثر عادةً بطبيعة الأفراد الذين يحددون- سلباً أو إيجاباً- شكل الحياة الاجتماعية ونمطها. فبحسب طبيعة الأفراد المتعلقة بـ «الشخصية» الغالبة تنمو المجتمعات وتتطور، والموضوعات التي تتداخل فيها الأمراض والمشاكل النفسية، لأن نتائجها دائماً غير متوقعة. الفنانة نيللي كريم صارت تتألق في أداء هذه الحالة بعدما قدمت دور المدمنة في مسلسل «تحت السيطرة» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، وستجسد في مسلسلها الجديد «سقوط حرّ» شخصية سيدة يتم اتهامها في قضية قتل زوجها وشقيقتها، ليتم تحويلها بعد ذلك إلى طبيب، فيكتشفوا أنها مريضة نفسية وتدخل بعدها مستشفى المجانين وتقابل عدداً كبيراً من الشخصيات هناك، وتستمع إلى روايات مختلفة عن الذين يعيشون داخل هذا المستشفى. يشارك في بطولة مسلسلها: أحمد وفيق، محمد فراج، فريال يوسف، إنجي المقدم، أنوشكا، وفاء صادق، وهو من تأليف مريم نعوم ووائل حمدي وإخراج شوقي الماجري. أما الفنانة غادة عبدالرازق، فتجسد في مسلسلها الجديد «الخانكة» شخصية مدرسة تربية رياضية يتحرش بها أحد طلاب المدرسة، ويتم تحرير محضر بذلك، لكنّ الشهود لا يؤيدون روايتها إنما رواية أخرى تخص والد الطالب الذي يؤكد أنها سيئة السمعة ويستشهد بملابسها المتحررة. ولأنها تصرّ على أقوالها يتم إدخالها إلى مستشفى الأمراض العقلية. ويشارك في بطولة هذا العمل فتحي عبدالوهاب، ماجد المصري، انتصار، سميرة عبدالعزيز، أحمد عبدالوارث، نهى العمروسي، من تأليف محمود دسوقي وإخراج محمد جمعة. وتقدم الفنانة يسرا في مسلسل «فوق مستوى الشبهات» شخصية امرأة يظنها بعض الناس أنها طيبة وبريئة، ولكنهم يكتشفون بمرور الحلقات أنها تقف وراء المصائب التي يعيشونها في حياتهم، وذلك لأنها تعاني من مرض نفسي. وكانت يسرا قدمت في السابق دور الطبيبة النفسية في مسلسل «خاص جداً» عام 2009، وشاركها البطولة إياد نصار ودينا ويسرا اللوزي. لكنّ شخصية الطبيبة «شريفة» في هذا العمل، كانت شخصية جيدة تساعد من حولها وتحظى بحب شديد من عائلتها وأصدقائها، على العكس تماماً من شخصيتها في المسلسل الجديد، الذي يدور في إطار «سيكودرامى» أو دراما التركيبات النفسية. فهو يرصد بجدية الحالة العامة التي يعيشها المجتمع من أزمات ومشاكل نفسية، نابعة من الاكتئاب والضغوط الحياتية، ويشارك في بطولة «فوق مستوى الشبهات»: نجلاء بدر وشيرين رضا وسيد رجب وأحمد حاتم وزكي فطين عبدالوهاب وهند عبدالحليم، سيناريو وحوار أمين جمال وعبدالله حسن وإخراج هاني خليفة. وتُعدّ الخطوط الدرامية للشخصية التي يجسدها الفنان طارق لطفي في مسلسل «شهادة ميلاد» معقدة جداً، بحيث يلعب دور ضابط شرطة يدعى «علي»، ويعمل في قسم العمليات الخاصة، ويبلغ من العمر 44 عاماً. لكنه يكتشف بعد كل هذه السنوات أن والده ووالدته الذي تربي معهما ليسا والديه الحقيقيين، ويتوصل إلى أن والده الحقيقي رجل أعمال يدعى «يحيى نصير»، تعرض للقتل في أحد فنادق بيروت، وكان يعمل في تجارة السلاح، مما يضعه في مأزق، نظراً إلى حساسية منصبه. المسلسل بطولة إنجي المقدم، هشام عبدالحميد، ودارين حمزة، من تأليف عمرو سمير عاطف، وإنتاج تامر مرسي، وإخراج أحمد مدحت. ويبدو أن نجوم الدراما المصرية أصبحوا يدركون في الآونة الأخيرة أهمية رسم ملامح الشخصية خارجياً بدقة لأن ذلك ينعكس بشكل أو بآخر على تمكن الفنان من الوصول إلى الحالة السيكولوجية للشخصية الدرامية، ومنهم الفنانة غادة عبدالرازق التي أجبرها دورها في مسلسل «الخانكة» على قص شعرها قصيراً. أما الفنان محمد رمضان فتخلى أيضاً عن شعره، من أجل دوره في مسلسله الجديد «الأسطورة» الذي يعرض في شهر رمضان المقبل، ويشارك في بطولته كل من فردوس عبدالحميد وروجينا وهادي الجيار ومي عمر ونسرين أمين وعايدة رياض وياسمين صبري وعماد زيادة وأحمد عبدالله محمود وعمر حسن يوسف وفايق عزب، وهو من تأليف محمد عبدالمعطي، وإخراج محمد سامي. وأطلق عمرو يوسف شاربيه من أجل دوره في مسلسله الجديد «غراند أوتيل»، انسجاماً مع الفترة الزمنية التي يدور فيها المسلسل، بحيث تنطلق الأحداث مع بداية عام 1950. ويجسد عمرو دور «علي»، ويكتشف فجأة اختفاء شقيقته التي تعمل في أحد الفنادق في ظروف غامضة، ويحاول البحث عنها ولكنه يكتشف عدة أشياء تقلب الأحداث. ويعتبر هذا المسلسل من أضخم الأعمال الرمضانية إنتاجاً نظراً للملابس والأكسسوارات القديمة التي يتم استخدمها في التصوير. يشارك في بطولة مسلسل «غراند أوتيل»: دينا الشربيني، أحمد داود، سوسن بدر، أمينة خليل، شيرين، رجاء الجداوي ومحمود البزاوي، إضافة إلى عدد كبير من النجوم الشباب، ومن تأليف تامر حبيب، وإخراج محمد شاكر. أما الفنان يوسف الشريف فيقدم شخصية «القيصر» في مسلسله الجديد، ولذلك أطلق لحيته وشعره حتى يتناسب مظهره مع مظهر الشخصية، ودائماً ما اعتاد المشاهد من يوسف الشريف تغيير ملامح وجهه بحسب تركيبة الشخصية التي يجسدها، وهذا ما حدث في مسلسلي «الصياد» و «لعبة إبليس». وهو من بطولة ريهام عبدالغفور وخالد زكي وأحمد سعيد عبدالغني وياسر على ماهر وأشرف زكي وطارق النهري وأحمد حلاوة وعدد آخر من النجوم، فكرة يوسف الشريف، سيناريو وحوار محمد ناير، وإنتاج تامر مرسي ووليد صبري، وإخراج أحمد نادر جلال.