يعتبر نظام البيئة البحرية ذا طبيعة فريدة لكونه يضم العديد من المخلوقات التي تعيش في هذه المنظومة، وفق توازن بيئي فرضته ظروف طبيعية مختلفة. وتعد البيئة البحرية موطناً للثروة السمكية التي تعتبر أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان من الضرورة بذل أقصى الجهود وتسخير الطاقات والإمكانات للمحافظة على هذه البيئة بصورة يمكن من خلالها المحافظة على التنوع البيولوجي الحيوي الموجود في هذه البيئة. وتعد الظاهرة التي تسمى بـالصيد الهدر التي تتمثل في كثرة معدات الصيد المفقودة في البحر، خاصة القراقير التي لا يتمكن أصحابها من الاستدلال عليها، حيث تظل هذه القرارير تؤثر في الثروة السمكية وتستنزف الأسماك من دون أن يستفيد منها أحد، إضافة إلى أن وجود القراقير المفقودة بالقرب من الشعاب المرجانية والكهوف الطبيعية يؤثر أيضاً في التنوع الحيوي الموجود حول هذه الشعاب. وتعد طرق الصيد بالقراقير أو الدوباية إحدى طرق الصيد المنتشرة في كل دول الخليج، وتتركز هذه الحرفة في المناطق الساحلية التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على مهنة صيد الأسماك، والكثير من الصيادين يفضلون استخدام تلك الطريقة السهلة والسريعة في الصيد، حيث تلائم غالباً الأماكن الصخرية أو الطينية، أو أماكن تواجد الشعاب المرجانية، وهي أماكن يصعب استعمال الشباك فيها، كما أنها تحتفظ بالأسماك طازجة مقارنة بأدوات الصيد الأخرى. هذه المهنة لا تزال مستمرة إلى الآن، وبعض الصيادين يفضل أنواعاً من القراقير مثل السايح، أي منخفض السقف وعريض الشكل لا ينقلب أثناء حدوث التيارات المائية القوية. ويبدو الفرق واضحاً بين صناعة الدوابي والقراقير بين الأمس واليوم من حيث مهارة الأيادي، فاليوم أصبحت العمالة الآسيوية هي المسيطرة على الحدث، بينما كان في الماضي أحد أبناء المنطقة أوالفريج المتكفل بصناعة القراقير من سعف النخيل. غياب الضمير ويقول سيف الظهوري رئيس جمعية صيادي دبا الحصن: عندما يستخرج الصياد القرقور من البحر، يتعين عليه عند فرز الأسماك أن يعيد بعض الأسماك الصغيرة إلى البح. ويؤكد أن الصيد باستخدام القراقير أو الدوابي طريقة جيدة لاصطياد الأسماك سواء في الأماكن الصعبة أو الأماكن الخالية من الشوائب والصخور، لكن فقدانه في البحر يشكل خطراً يهدد حياة الأسماك، إذ يتحول القرقور إلى مقبرة للأسماك عند فقدانه. وأضاف أن نسبة الفاقد من القراقير في البحر كبيرة جداً، بحيث إن من كل 100 قرقور يتم انتشال 30 قرقور والبقية تجرفها الأمواج أو تختفي العلامة الموجودة أعلى سطح البحر، وتظل الأسماك حبيسة داخل القرقور حتى تنفق، ما يعد إهداراً وتجريفاً للحياة البحرية وملوثاً خطراً للبيئة من تحلل الأسلاك والحديد المصنعة منه لقراقير. واشار إلى أن نسبة 90% من الصيادين تستخدم القراقير، و7% فقط منهم يعمل بشباك الصيد من أصل 188 صياداً مرخص من قبل الجمعية. وطالب رئيس جمعية صيادي دبا الحصن بوضع قانون يحدد عدداً معيناً من القراقير لكل صياد مع تحديد أماكن في البحر لوضع القراقير لحين ايجاد بديل عن طرق الصيد التقليدية للحفاظ على الثروة السمكية والبيئة البحرية. شروط لتنظيم استخدام القراقير قال عبدالله السلامي من جمعية صيادي دبا الحصن إن عملية الصيد في مدن الساحل الشرقي تختلف كلياً عن بقية مدن الدولة، لوجود تيارات مائية قوية جداً بجانب حركة المحيط المرتفعة في خليج عمان والأعماق كبيرة، على عكس الخليج العربي الذي تترواح أعماقه من 10 إلى 25 متراً من سطح البحر، أما خليج عمان فيبدأ من 25 متراً عمقاً، ولهذا يلجأ الصيادون للقراقير، لأن الأسماك في المنطقة الشرقية موسمية على عكس بقية مدن الدولة متاحة طول العام. واوضح أن الوزارة لا يوجد عندها بديل للقراقير في الوقت الحالي، ولكن يجب وضع شروط لتنظيم استخدام القراقير وتحديد عدد معين منها لكل صياد مع وجود رقابة مشددة على عملية الصيد الجائر لاختلاف اليوم عن الماضي.
مشاركة :