ورد ذِكْرُ الشمس في القرآن الكريم ٣٢ مرّة، وهي من أعظم ما خلقه الله وسخّره للعالمين، لتحقيق ما يُعينهم على العبادة والحياة!. يقول عنها أمير الشعراء «الحقيقي» حافظ إبراهيم: هي أمُّ الكوْنِ.. والكوْنُ جنين.. هي أمّ النارِ والماء المَعِين.. هي قُدرة الله لقومٍ عاقلين.. والمملكة تقع في قلب منطقة «الحزام الشمسي» التي هي أكبر منطقة في العالم بها مصادر أشعة شمسية يمكن تحويلها لطاقة بديلة عن الطاقة التي تُوفّرها المُشتقّات البترولية!. ومع ذلك، ورغم نداءات المختصّين، ما زلنا في مؤخّرة الركب العالمي الذي يستفيد من الطاقة الشمسية، وسبقتنا دول كثيرة في ذلك، ممّا لا يتوفّر فيها مِعْشار ما يتوفّر لدينا من أشعة شمسية تنافس الذهب في بريقه ونفعه للناس!. في الريف التركي، حيث يُشْمِسُ يومٌ ويُمْطِرُ آخر، ومع ذلك هناك مزارع ومصانع ومساكن كثيرة، بكثرة أشجار التين والزيتون والتوت الأبيض، قد استغنت عن التوليد الكهربائي، واعتمدت على الطاقة الشمسية في تشغيل ما يحتاج لطاقة فيها، وأصحابُها سعيدون جداً بالشمس، ويصفونها بأنها نافذة عظيمة مفتوحة لهم في السماء، ولن يُغلقوها دونهم ما داموا أحياء!. نحن، وفي بداية رحلة الألف ميل لتحوّلنا الوطني الذي نسعى معه لمعالجة إدماننا على البترول، نحتاج لئلّا نرفض الشمس التي هي هدية السماء، بزيادة أبحاثنا وصناعاتنا عن تقنية الطاقة الشمسية، فنكون لها من المُصدِّرين لا من المُستوردين، وبإلزام جهاتنا الحكومية والأهلية لتنفيذ نسبة مُعيَّنة من مشروعاتها بالطاقة الشمسية، وبأن نزيد النسبة تدريجياً مع الزمن، فالشمس هي الأمل والمستقبل، وهي السِراج الكوْني الوهّاج، وهي كما قال حافظ إبراهيم أيضًا: هي أمّ الأَرْضِ في بهجتها.. هي رشُّ الورْدِ وطِيبُ الياسمين.. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :