تتفنّن بعض جهات قطاعنا الخاص، من شركات ومؤسّسات، في رفض توظيف المواطنين، وهي بفنّها هذا المُتمكّن تُذكّرني بالفنّان المصري الراحل يوسف وهبي عندما يرى إنسانًا على خطأ ومُتمكّنًا منه وغير مكترث بعواقبه فيقول: «يا للهول»!. يقولها يوسف مرّة واحدة، أمّا أنا فأقولها مليون مرّة، لأنّ فنون هذه الجهات في رفض توظيف المواطنين لا تتوقّف، في الوقت الذي تمتلئ فيه بالوافدين على حساب المواطنين، وهي بهذا على خطأ، وغير مكترثة بعواقب ذلك على مجتمعنا الذي يحتاج الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى للتعاون والأثرة بالوظائف وغيرها!. ومن فنون الجهات المُبتكرة ما أخبرني به مواطن عاطل تقدّم بطلب وظيفة لأحدها ورفضها له بعبارة إنجليزية هي أنه Over age، أي أنه فوق سنّ التوظيف المطلوبة، مع أنّ عمره ٣٥ سنة فقط، وتتحقّق فيه المؤهّلات المطلوبة، ولو كان عمره ٢٥ سنة لقالت إنه صغير وعديم الخبرة، ومن ينوي رفض التوظيف سيختلق ألف عذر وعذر، وما أسهل ذلك، وقد استوردت هذه الجهة عبارة أجنبية وافتخرت بها ووضعتها تاجًا على رأسها لترفض توظيف مواطنيها، وهذا عار وليس محلّ افتخار، وهو تاج مُزيّف مصنوع من الفالصو، أمّا التاج الحقيقي فهو الذي يترصّع بالوطنية، وبإعطاء الفرص لأبناء الوطن، وبتشجيعهم وتحفيزهم، لا برفضهم تارة بالعربي وتارة بالإنجليزي، وربّما قريبًا بالفرنسي والصيني!. ورغم كلّ إجراءات وزارة العمل، ما زال حبل الوُدّ مقطوعًا بين كثيرٍ من جهات القطاع الخاص وبين شبابنا، ممّا يدلّ على ضرورة تكثيف أو تغيير الإجراءات، فمن غير المعقول أن يبقى شبابنا في بيوتهم بلا وظائف، بلا سند ولا مُعين، بنفس مُحبطة، وطموح مقموع، وقطاع خاص جُلُّه ممنوح للأجانب والوافدين!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :