تطالب إسرائيل بفرض سيطرتها العسكرية على محوري نتساريم وفيلادلفيا الإستراتيجيين في قطاع غزة، ما يمثل أحد أبرز العراقيل التي تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إن قواته لن تغادر محوري نتساريم وفيلادلفيا في قطاع غزة. وأكد نتنياهو في لقاء مع عائلات الجنود القتلى: «لن نغادر محوري فيلادلفيا ونيتساريم في أي حال من الأحوال رغم الضغوط الهائلة التي تتم علينا». واعتبر نتنياهو أن هذا القرار بمثابة «قاعدة استراتيجية عسكرية وسياسية على حدٍ سواء». الوجود العسكري وقال مسؤولون قريبون من المفاوضات، لوكالة أسوشيتد برس، إن إسرائيل تريد الحفاظ على وجود عسكري في منطقة عازلة ضيقة على طول الحدود بين غزة ومصر والتي تطلق عليها اسم «ممر فيلادلفيا»، وكذلك في منطقة خصصتها لقطع شمال غزة عن الجنوب والمعروفة باسم «ممر نتساريم». ولم يرد أي ذكر لاحتفاظ إسرائيل بالسيطرة على الممرات في المسودات السابقة لمقترح وقف إطلاق النار الذي اطلعت عليه وكالة أسوشيتد برس. ورفضت حماس هذه المطالب، التي لم يتم الإعلان عنها إلا في الأسابيع الأخيرة. و وصفت حركة حماس ، اليوم الثلاثاء، أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتهم فيها الحركة بأنها «تتراجع» عن خطة التسوية في غزة، بأنها «ادعاءات مضلّلة». ولم يتضح بعد ما إذا كانت السيطرة الإسرائيلية على هذه الممرات مدرجة ضمن الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي دعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن حماس إلى قبوله لكسر الجمود في محادثات وقف إطلاق النار. وقال بلينكن، الذي عاد إلى المنطقة هذا الأسبوع ، يوم الإثنين إن إسرائيل وافقت على الاقتراح دون أن يوضح ما ينطوي عليه. مصر وحماس وتقول حماس إن أي وجود إسرائيلي دائم في غزة من شأنه أن يرقى إلى مستوى الاحتلال العسكري. كما تعارض مصر، التي عملت كوسيط رئيسي في المحادثات التي استمرت شهوراً، بشدة أي وجود إسرائيلي على الجانب الآخر من حدودها مع غزة. بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن السيطرة على منطقة الحدود المصرية ضرورية لمنع حماس من تجديد ترسانتها من خلال أنفاق التهريب، وإن إسرائيل بحاجة إلى «آلية» لمنع المسلحين من العودة إلى الشمال، الذي أصبح معزولا إلى حد كبير منذ أكتوبر/تشرين الأول. وقالت مصادر مصرية لقناة الغد ، مساء أمس، إنه لا صحة شكلًا وموضوعا لما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية من موافقة مصر على بقاء قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا. وجددت مصر تمسكها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا. ممران إستراتيجيان ومنذ بدء العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وهناك تهديدات بشأن احتلال محور فيلادلفيا، وهو ما كررت مصر مرارا رفضه. ومحور/ممر فيلادلفيا شريط ضيق يبلغ عرضه حوالي 100 متر في بعض الأجزاء ويمتد على طول 14 كيلومترًا من جانب غزة من الحدود مع مصر. ويشمل معبر رفح، الذي كان حتى شهر مايو/أيار الماضي المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي غير الخاضع لسيطرة إسرائيل. صورة جوية لحدود غزة مع منطقة رفح المصرية التقطت يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 – أ ف ب وتقول إسرائيل إن حماس استخدمت شبكة واسعة من الأنفاق تحت الحدود لاستيراد الأسلحة، مما سمح لها ببناء الآلة العسكرية التي استخدمتها في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ويؤكد الجيش الإسرائيلي، أنه عثر على عشرات الأنفاق ودمرها منذ الاستيلاء على الممر في شهر مايو/أيار. وترفض مصر بشدة هذه الاتهامات، قائلة إنها دمرت مئات الأنفاق على جانبها من الحدود قبل سنوات، وأقامت منطقة عسكرية عازلة خاصة بها لمنع التهريب. أما محور/ممر نتساريم فيبلغ طوله نحو أربعة أميال (ستة كيلومترات) من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل جنوب مدينة غزة مباشرة، مما يفصل أكبر منطقة حضرية في القطاع وبقية الشمال عن الجنوب. وطالبت حماس بالسماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من الشمال بالعودة إلى ديارهم. ووافقت إسرائيل على عودتهم ولكنها تريد التأكد من أنهم غير مسلحين. وتتطلب السيطرة الإسرائيلية على أي من الممرين إغلاق الطرق وبناء الأسوار وأبراج الحراسة وغير ذلك من المنشآت العسكرية. وتعتبر نقاط التفتيش من بين المظاهر الأكثر وضوحا للحكم العسكري الإسرائيلي المفتوح على الضفة الغربية وغزة قبل انسحابها في عام 2005. وتقول إسرائيل إن مثل هذه الحواجز ضرورية للأمن، لكن الفلسطينيين ينظرون إليها باعتبارها انتهاكاً مهيناً لحياتهم اليومية. كما ينظر إليها العديد من الفلسطينيين باعتبارها مقدمة للاحتلال العسكري الدائم وعودة المستوطنات اليهودية ــ وهو ما دعا إليه حلف نتنياهو اليميني المتطرف علناً. وبينما تؤكد مصر إن العمليات الإسرائيلية على طول الحدود تهدد معاهدة السلام التاريخية التي أبرمت بين البلدين عام 1979. ورفضت مصر فتح جانبها من معبر رفح حتى تعيد إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر غزة إلى السيطرة الفلسطينية. مزاعم إسرائيلية وتزعم إسرائيل بأن شروط الاحتفاظ بالممرات ليست مقترحات جديدة، بل اقتراح سابق أقره الرئيس جو بايدن في خطاب ألقاه في 31 مايو/أيار، وكذلك أقره مجلس الأمن الدولي في قرار نادر لوقف إطلاق النار. ولكن الحقيقة إنه لم يشر الخطاب ولا قرار مجلس الأمن إلى مطالب إسرائيل فيما يتصل بالممرات ـ التي لم يتم الإعلان عنها إلا في الأسابيع الأخيرة ـ وكلاهما أشار إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. كما قالت الولايات المتحدة إنها تعارض أي إعادة احتلال لقطاع غزة أو تقليص أراضيه. وتنص المسودات المكتوبة السابقة لمقترح وقف إطلاق النار على انسحاب إسرائيلي أولي من المناطق المأهولة بالسكان والمناطق المركزية خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث سيتم إطلاق سراح المحتجزين الأكثر ضعفاً والسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى الشمال. وفي المرحلة الثانية، التي سيتم التفاوض على تفاصيلها خلال المرحلة الأولى، ستنسحب القوات الإسرائيلية بشكل كامل، وتطلق حماس سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور. وتتضمن أحدث مسودات الاقتراح ــ بما في ذلك المسودات التي وافقت عليها حماس من حيث المبدأ في الثاني من يوليو/تموز ــ لغة تنص على أن السكان النازحين العائدين في المرحلة الأولى لا ينبغي لهم أن يحملوا أسلحة. ولكنها لا تحدد آلية لتفتيشهم. ولم تتحدث الولايات المتحدة وقطر ومصر، التي أمضت أشهراً في محاولة التوسط للتوصل إلى اتفاق، علناً عن مطالب إسرائيل فيما يتصل بالممرات. وتشير وكالة (ا.ب)، إلى إن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يطيل أمد الحرب التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة، ونزوح الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير جزء كبير من المنطقة الفقيرة. إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوفر أيضاً أفضل فرصة لتجنب ــ أو على الأقل تأخير ـ ضربة إيرانية أو من جانب حزب الله على إسرائيل، رداً على عملية القتل المستهدفة التي استهدفت قائداً لحزب الله في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الشهر الماضي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :