محمد خان: قلق من «قبل زحمة الصيف»

  • 5/1/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اسمه على أي فيلم سينمائي بمثابة علامة جودة مسجلة، ويشهد تاريخه بأنه قدم مجموعة من علامات السينما المصرية والعربية، لكنه رغم تقديمه 24 فيلماً حتى الآن مازال يشعر بالقلق على أي فيلم جديد له يدخل حيز العرض في دور السينما، لأن الأهم عنده هو رأي المشاهد العادي الذي يقدم له أفلامه قبل أن يقدمها للنقاد والمهرجانات، فالسينما من وجهة نظره صناعة هدفها الأهم هو المتعة والترفيه. ومع عرض فيلمه الجديد قبل زحمة الصيف، في دور السينما، يتمنى أن يحقق نجاحاً جماهيرياً مميزاً يضاف إلى نجاح فيلمه الأخير فتاة المصنع. وعن فيلمه الجديد وحكايته وظروف تصويره والمهرجانات التي عرض فيها وما يتوقعه له، والرقابة، ورؤيته لحال السينما، وخطوة الإخراج التلفزيوني، كان مع المخرج الكبير محمد خان هذا اللقاء: * ما الذي أردت تقديمه في فيلمك الأخير قبل زحمة الصيف الذي تستضيفه دور العرض السينمائي مؤخراً؟ - أردت تقديم فيلم عن نماذج من البشر تعيش حالة عزلة خاصة في منطقة ساحلية في فصل الشتاء قبل موسم الصيف المزدحم، وقد عشت تلك التجربة مع زوجتي وفكرت في تقديم فيلم عن تلك التجربة، وما يمكن أن تكون عليه الحياة والمشاعر والأحداث في تلك الظروف غير الطبيعية، من خلال شاب يرصد حياة مجموعة قليلة من الأفراد يتواجدون في منطقة ساحلية في فصل الشتاء يعيشون في حالة عزلة عن ضجيج الحياة، وتنضم إليهم سيدة مطلقة تتصرف بطريقة فيها جرأة وحرية، وهو يسخر من تصرفات هؤلاء وتفاصيل حياتهم. * لماذا لم تسند مهمة كتابة الفيلم لزوجتك السيناريست وسام سليمان التي عاشت التجربة معك؟ - فضلت أن تكتبه غادة شهبندر، لأنها كاتبة متميزة، وقد عاشت تلك التجربة وعايشت مجموعات من الناس في ظروف متشابهة من طبقات مختلفة يعيشون في تلك المنتجعات الساحلية، وكنت أعرف أن لديها قصصا وحكايات كثيرة عن هؤلاء كانت تحكيها لي بحكم الصداقة بيننا وأعتقد أنها قدمت عملاً مميزاً. * الفيلم تم عرضه في العديد من المهرجانات.. هل تعتبره فيلما فنيا للنقاد والجوائز، وليس للجماهير؟ - أفلامي كلها على مدى تاريخي تقريبا عرضت في مهرجانات، ولكني لا أقدمها للمهرجانات من الأساس، بل أقدمها للجمهور، لإيماني بأن الأفلام تقدم للمتعة والترفيه أولا، والسينما من وجهة نظري صناعة تقدم للناس، وليس للنقاد والجوائز فقط. * الفيلم متهم بالإساءة للمرأة المصرية خاصة المرأة المطلقة متمثلة في شخصية هالة التي تلعبها هنا شيحة.. ما ردك؟ - أنا لا يمكن أن أتهم بأني أقدم سينما تهين المرأة المصرية، لأني في كل أفلامي أنتصر للمرأة من كل الطبقات، وخاصة الطبقة المطحونة، وأدافع عنها، لكني قدمت نموذجاً خاصاً جداً لهذه المرأة المطلقة، التي تعيش حياتها بحرية في فيلم قبل زحمة الصيف، في تلك الظروف الاستثنائية وهي لا تمثل نساء مصر. * كيف تختار بطلات أفلامك؟ - أؤمن بأن الدور ينادي صاحبته، كما حدث مع ياسمين رئيس، في فيلم فتاة المصنع، وكانت في بدايتها، لكنها اجتهدت وكانت ملائمة للدور ونجحت فيه، كذلك هنا شيحة مناسبة جداً لشخصية هالة، في فيلم قبل زحمة الصيف، وهو نقلة في مشوارها. * هل أنت مطمئن لنجاح فيلم قبل زحمة الصيف، على المستوى الجماهيري بعد عرضه في عدة مهرجانات آخرها مهرجان الأقصر؟ - رغم أنه الفيلم رقم 24 في رصيدي، لكني ما زلت أقلق على أي فيلم يعرض لي، وإن كان عرض الفيلم في المهرجانات مؤشراً جيداً، لكن النجاح الفني ليس كل شيء، لأن السينما صناعة، والأفضل هو النجاح الجماهيري. * تكررت أفلامك عن الحارة الشعبية المصرية آخرها فتاة المصنع.. فماذا يختلف فيها عن أفلام الحارة والعشوائيات التي انتشرت مؤخراً؟ - الفرق أني أقدم الحارة الشعبية الحقيقية بصدق وواقعية، بدون رهان على الجانب التجاري فقط الذي تركز عليه أفلام الموجة الأخيرة، وأنا لست ضدها، فهي حالة موجودة باستمرار ونوعية مطلوبة من الأفلام هدفها التسلية والمتعة، وهو هدف مهم من أهداف فن السينما، كما أشرت سابقا. * دائماً تدخل في مشاكل مع الرقابة.. هل ترفضها وتدعو لإلغائها؟ - الغريب أن المشاكل مع الرقابة زادت عن الماضي، فقد كنا نتمتع بحرية أكبر أنا ومخرجو جيلي مثل عاطف الطيب وخيري بشارة في الثمانينات، ولا أقدم في أفلامي الآن مشاهد عري للإثارة، لكنها مشاهد مهمة للدراما، ورغم ذلك لا أؤيد فكرة إلغاء الرقابة، لأنه وقتها ستقدم أشياء في السينما تسيء إليها وتشوه الفن. * هل ما زلت تعاني في تمويل أفلامك لتنفيذها؟ - بالفعل، وغالبا ما تشارك جهات عديدة في إنتاج أفلامي الأخيرة، حتى إن 7 جهات شاركت في إنتاج فيلم قبل زحمة الصيف، فشركات الإنتاج حاليا تهتم بالأفلام التجارية الموسمية التي تشاهد مرة واحدة لا تهتم بأن تقدم سينما تعيش. * هل يمكن أن تنضم لقائمة مخرجي السينما الذين لجأوا إلى الدراما التلفزيونية في السنوات الأخيرة؟ - ليس لدي مانع، وأفكر بالفعل في خوض التجربة، لكن المهم أن أتعامل مع شركة إنتاج محترمة تعرف حدودها، كذلك لا بد أن أجد الموضوع المناسب، وأتمنى أن أقدم مسلسلاً تشويقياً مختلفاً، وقد أحببت تجربة المخرج محمد علي، عندما قدم مسلسل أهل كايرو، وهناك تجارب كثيرة مميزة لجيل مخرجي السينما في التلفزيون.

مشاركة :