ضمن أحد اللقاءات التي عقدها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في المملكة العربية السعودية قبل سنوات عدة، جاءت رؤيته التي نراها اليوم على أرض الواقع. نراها واقعاً ملموساً نحسه ونراه في حياتنا اليومية وتحديداً ما يتعلَّق بالتنمية والصعود بالمملكة ومنطقة الخليج العربي. فقد كانت كلماته البالغة الأهمية والتي سمعها الكثيرون ولها الوقع والأثر الكبيرين فقد قال سموه بأن منطقة الخليج العربي قد تكون مقبلة على ازدهار اقتصادي وتنموي غير مسبوق على صعيد منطقة الخليج والشرق الأوسط جميع الدول التي تقع فيه دون استثناء. وذلك إذا ما توفر فيها الرغبة الحقيقية لتلك الدول في النمو والنهوض إلى أعلى المراتب. إن الرؤية الجديدة لسمو الأمير لها قيمة كبيرة فهي تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة الدول في العالم وعلى رأسها دول منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، فتلك الرؤية على الرغم من بساطتها إلاّ أنها تتطلب فهماً عميقاً من المعنيين في تلك الدول، فهي من ناحية تدعو للانصراف كلياً لتغيير الرؤية السائدة لعقود فيها والتي كانت سبباً في بقاء العديد من الدول على وضعها الحالي دون تطور يذكر. فالتغييرات التي حدثت خلال العقدين الماضيين تجبر أي دولة على مواكبة مقتضيات العصر وأسلوب التعامل الجديد مع تلك المتغيّرات والسير بالموجة الحالية. فالانصراف في رؤية الأمير محمد بن سلمان لتقوية الاقتصاد عبر سلسلة من الإجراءات والمواقف المتخذة كفيلة بنقل الدولة خطوات للأمام لكي تسير على الطريق الصحيح المرسوم لها. وبمعنى آخر وتوضيحاً لتلك الرؤية نقول بأنه لو أردنا سرد بعض من الإجراءات التي قام بها سموه من واقع المسؤولية الموكلة إليه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قيامه بتدوير الزوايا في العلاقات بمحيطه فبدأ بتحسين الاتفاق بين المملكة وبين الجمهورية الإيرانية بعد أن مرت تلك العلاقات بسنوات وفترات توتر لم تضف جديداً إلى تلك العلاقات سوى السلبيات. فأضاف ذلك الاتفاق مرحلة جديدة من الإيجابية في العلاقات وهو الأمر الذي تحتاج إليه منطقة الخليج العربي لتطوي صفحة مهمة من التوتر الذي لم ولن يصب في مصلحة أي طرف من الأطراف. وهذا المثال الذي سردناه هو واحد من بعض الرؤى المهمة لدولة منطقة الخليج العربي. ويضاف إلى ذلك الرؤية التي أرساها في المملكة من خلال الانفتاح في كثير من الوضع الداخلي فأصبحت تلك الرؤية والانفتاح الثقافي والفني والرياضي يشار إليها بالبنان من قبل ومثار إشادات واستحسان كبيرين. وكل ذلك حصل في وقت قياسي من عمر تلك الإنجازات. والله الموفق. ** ** - كاتب كويتي
مشاركة :