قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، إن دورة مهرجان الشارقة القرائي للطفل الثامنة، التي اختتمت أول من أمس، في مركز إكسبو الشارقة، حققت نجاحاً ملحوظاً، إذ استقطبت أكثر من 254 ألف زائر، مشيراً إلى أن ارتفاع أعداد الزوار هذا العام بنسبة 18% مقارنة مع دورة العام الماضي، فيه دلالة على مدى تأثير المهرجان وفعالياته بين الأطفال. وأضاف لقد تحول المهرجان إلى وجهة مفضلة للأطفال، ومنصة فاعلة قادرة على توجيههم نحو القراءة واتخاذ الكتاب صديقاً لهم، إلى جانب التعلم بطرق ممتعة ومرحة، وهذا بلا شك يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بضرورة الاهتمام بالأطفال كونهم يشكلون المستقبل، وتوفير كل ما يحتاجون إليه من سبل تمكنهم من الحصول على المعرفة وتعينهم على الابتكار. التكنولوجيا تخدم المعرفة أكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، أن المهرجان استقطب مئات المدارس التي وجدت فيه مكاناً جميلاً ومفيداً لمنح طلبتها فرصة الاطلاع على أحدث أساليب التعلم والمعرفة، خصوصاً أن المهرجان أطلق هذا العام أول كتاب يتم تنفيذه بتقنية الواقع الافتراضي للأطفال في العالم، والتي تمكن الطفل من العيش داخل الكتاب نفسه، وملامسة أحداثه مباشرة. وأكد العامري أن الإقبال الكبير على المهرجان من الأطفال والعائلات، يضع هيئة الشارقة للكتاب وإدارة المهرجان، أمام مسؤوليات كبيرة، لمواصلة التطوير والعمل على إضافة فعاليات وخدمات جديدة في الأعوام المقبلة، تواكب اهتمامات الزوار الصغار، وتطورات العصر المختلفة، حتى يظل المهرجان بيئة إبداعية وتثقيفية للأطفال في دولة الإمارات، والقادمين من خارجها من الدول الشقيقة والصديقة. ومع اختتام فعالياته، سجل مهرجان الشارقة القرائي للطفل دورة ناجحة بالكامل، إذ اعتمد أساليب عدة لتشجيع الأطفال على القراءة والاطلاع، عبر استضافته فعالية لعبة المتاهة التي قدمت للأطفال فرصة اكتشاف كلاسيكيات الأدب العالمي من خلال عرضها لنحو 10 قصص مستوحاة من التراث الأدبي العالمي، إضافة إلى تنظيمه عشرات الجلسات القرائية، التي ساهمت في تقريب عالم الكتاب الممتع من الطفل، من خلال رواية القصص والحكايات، كي ينتقي الأفضل من بينها، ويعيد قراءتها من جديد في بيته ومدرسته. وشهد المهرجان أيضاً استضافة عشرات العروض المسرحية والترفيهية، ولعل أبرزها مسرحية شكسبير المذهل التي احتفت من خلالها إدارة المهرجان بذكرى مرور 400 عام على رحيل الشاعر والكاتب الإنجليزي الشهير، وليام شكسبير، وكذلك مسرحية النول التي تعد أول مسرحية من تقديم وإبداع ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب منصة التواصل الاجتماعي، التي استضافت مجموعة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وأصحاب المشروعات والمبادرات المتميزة على هذه المواقع، لنقل تجاربهم إلى الأطفال، وتوعيتهم بكيفية توظيف تطورات العصر في ما يعود بالنفع عليهم، وعلى مجتمعهم، وبلدهم. وللمرة الأولى استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ثلاثة معارض متخصصة في آن واحد، بعد أن كان يكتفي بمعرضين أو معرض واحد في الدورات الماضية، حيث استمتع الزوار وتفاعلوا بما قدمه لهم معرض بعيداً عن كوكب الأرض الذي تضمن مجموعة من العروض المصغرة التفاعلية التي تأخذ الزوار في رحلة لاكتشاف عالم الفضاء وما يضمه من موجودات، وشملت أقسام المعرض مسرح المجموعة الشمسية، وركن العودة إلى القمر، واستكشاف الكويكبات، والرحلة إلى المريخ، والوصول إلى محيط المجموعة الشمسية وما ورائها. ونظم المهرجان كذلك لأول مرة، معرض سراج الحضارات الذي احتوى على عدد من المخطوطات، والكتب، والصور، والخرائط النادرة، التي تعود إلى الفترة الممتدة ما بين القرنين الـ16 والـ17، وشكلت فرصة للصغار للاطلاع على جانب مشرق من تاريخ حضارتهم العربية والإسلامية، واهتمام المستشرقين، والباحثين، والسياح بها. أما المعرض الثالث فكان معرض رسوم كتب الطفل.
مشاركة :