أكد العميد المهندس بسام عطية أن جميع عناصر تنظيم داعش الإرهابي المتواجدين في المملكة لا يملكون القرار في تنفيذ عملياتهم وخططهم بل يدارون من قيادات وعناصر التنظيم بالجمهورية السورية، موضحاً أن المتواجدين بالمملكة ما هم إلا أدوات لتنفيذ هذه المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن، وكاشفاً أن المملكة تعرضت خلال عام لأكثر من 30 عملية إرهابية بواقع عملية واحدة في كل 12 يوماً، عاداً المملكة من أكثر دول العالم تعرضاً للإرهاب. وأشار العميد بسام الخبير بمركز الإستراتيجيات الأمنية بوزارة الداخلية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بنادي ضباط قوى الأمن بالرياض أن جميع العمليات التي يقوم بها التنظيم الداعشي بالمملكة تدار من مواقع التنظيم وقياداته بسورية من أدق التفاصيل إلى عمليات التنفيذ، ابتداء بالحركة المالية والدعم اللوجستي مروراً بتوجيه السلاح ووصولاً إلى مراحل التنفيذ، مؤكداً أنه لا يمكن توقف تصدير الإرهاب طالما المشاكل السورية قائمة. وأستشهد العميد بسام بالإرهابي عقاب العتيبي الذي أعاد التنظيم تصديره لتنفيذ الأعمال الإرهابية التي تورط فيها داخل المملكة، مبيناً أن المقبوض عليه الذي يحمل المؤهل المتوسط ويعمل في صناعة الأحزمة الناسفة ووسيط ميداني ومنسق للعديد من القضايا الإرهابية كقضية تفجير الدالوة وحادثة أمن المنشآت ومسجد الطوارئ ومقتل العميد كتاب الحمادي، عرف في بداية حياته باستهداف ومضايقة أتباع الطائفة الشيعية بالمدينة المنورة وتم القبض عليه في عام 1429ه، وبعد خروجه من السجن توجه للكويت ومنها إلى تركيا وصولاً لداعش بسورية، الذين عملوا على تدريبه على صناعة الأحزمة الناسفة وإعادة تصديره للمملكة لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن. عناصر التنظيم المتواجدون في المملكة لا يملكون القرار في تنفيذ عملياتهم بل يدارون من قيادات داعش وأضاف عطية بقوله «أن عقاب عاد من سورية إلى السودان ومنها إلى اليمن ومن ثم التسلل عبر منطقة جازان والتنقل بين الجوف وعسير وجازان وضرماء بهدف تحويل المملكة إلى مجموعة من الخلايا العنقودية تحت تنظيم القيادة المركزية هناك. عقاب العتيبي الذي سلم نفسه بعد تضييق الخناق عليه خالعاً الحزام الناسف ومتخلياً عن سلاحه (الرشاش) هو حسب وصف العميد بسام عطية الوسيط المدبر للكثير من العمليات وصانع الأحزمة الناسفة والمدرب على صنعها كذلك، وهو المسجل لوصية منفذ تفجير مسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير، موضحاً أنه تمكن من الهروب إبان مداهمة قوات الأمن لاستراحة في محافظة ضرماء ذي الحجة الماضي. من جهته أكد اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية أن معطيات الحادثة الإرهابية المتمثلة في نقل المتفجرات والأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة تنبئ بأن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة، ممتدحاً رجال الأمن والمواطنين والمقيمين الذين وصفهم بمضيقي الخناق على هذه العناصر الإجرامية التي توجهت للصحاري البعيدة عن المجتمع القريبة من رجال الأمن دائماً. التركي ل «الرياض»: من يقوم بتداول مقاطع الأعمال الإرهابية سيتعرض للمساءلة واشار اللواء التركي إلى أن كثرة الأسئلة عن موضوع تحصين الشباب من وصول هذه التنظيمات لهم، وكأنهم جميعاً عرضة لهذه الأفكار أمر خاطئ تماماً، مضيفاً «شبابنا واع ومجتمعنا هو من تصدى لهذه العناصر بدليل أن 70% من أعمال ضبط رجال الأمن لهؤلاء المجرمين نتيجة معلومات يقدمها المواطن والمقيم «، ومشدداً على أهمية سد الثغرات التي قد تصل لبعض الحالات الفردية ومحاولة معالجتها. وقال اللواء التركي إن وسائل الإعلان عن المطلوبين متعددة سواء كانت عن طريق وسائل الإعلام أو موقع وزارة الداخلية أو معرفات وبرامج الوزارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنه لا حاجة لوضع اللافتات التي تبين صور وأسماء المطلوبين أمنياً. ونفى اللواء التركي وجود أي معلومات أو أدلة تثيبت وجود قتلى سعوديين في عملية مواجهة قوات التحالف المشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن والتي راح ضحيتها أكثر من 800 من أعضاء التنظيم. وأكد اللواء التركي أن من يقوم بتداول ونشر مقاطع الأعمال التي تنفذها العناصر الإجرامية سيكون عرضة للمساءلة وسيطبق بحقة نظام الجرائم المعلوماتية، مشيراً إلى أن العديد من إدارات شبكات التواصل الاجتماعي لديها اهتمام متزايد خلال الفترة الماضية بالحد من استغلال العناصر الإرهابية لهذه الوسائل، وموضحاً أن العديد من الدول تحاول حرمان داعش من خدمات الإنترنت. العميد بسام عطية بين أن ياسر على الحودي كان مختصاً في صناعة الأحزمة والعبوات الناسفة، ومتورط في جريمة مقتل الشهيد كتاب الحمادي، فيما بين أن عبدالعزيز احمد الشهري متورط في تفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة بعسير وفي مقتل الشهيد العميد كتاب الحمادي. من جانبه سرد العقيد خالد العنزي قائد العملية المشاركة في مواجهة الإرهابيين قصة القبض على المطلوب عقاب العتيبي بقوله»بعد إحباط العمل الإرهابي في بيشة ومقتل إرهابيين أكدت معلومات ميدانية، تواجد مطلوب آخر فر بعد مقتل رفيقيه واختفائه بمكان في محيط الموقع، وبتكثيف عمليات المسح والتمشيط الأرضي والجوي التي استمرت أكثر من أربع وعشرين ساعة تم تحديد موقعه ومحاصرته وإرغامه على الاستسلام لرجال الأمن، مبيناً أنه تم ذلك دون تمكينه من أي فرصة للمقاومة أو استخدام الحزام الناسف الذي كان يرتديه وتجريده منه وضبط ما بحوزته من أسلحة.
مشاركة :