أثارت الغارات الجوية، التي شنتها إسرائيل في وقت متأخر من مساء يوم الأحد على مواقع عسكرية في محافظة حماة بوسط سوريا وأسفرت عن مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات، حالة من مشاعر الغضب الممزوجة بالخوف. ووصف سكان محليون الضربات بأنها من بين الأشد منذ شهور وطالت مناطق حول مدينة مصياف بالريف الغربي لمحافظة حماة، مما تسبب في حالة من الذعر والدمار على نطاق واسع. وخلال زيارة ميدانية إلى مكان الهجوم يوم الاثنين، شهد مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا)) الخسائر الجسيمة التي لحقت بالمكان، حيث أدت الغارات الجوية إلى احتراق مساحات حراجية كبيرة وإلحاق أضرار بالعديد من المركبات. وفي حين تستمر الجهود لاستعادة خدمات المياه والاتصالات والكهرباء في المنطقة، روى بعض السكان ما حدث خلال الضربات الأخيرة. وتحدث محمد الحمصي، وهو من سكان مصياف ويبلغ من العمر 50 عاما، عن التجربة المروعة. وقال الحمصي لوكالة أنباء (( شينخوا)) "في حوالي الساعة 11 من مساء ليل الأحد، سمعنا صوت انفجار قريب، ثم بدأ قصف من طائرات مسيرة"، مضيفا "كانت هناك انفجارات متتالية يفصل بين كل واحد منها خمس إلى عشر دقائق، واستيقظ الناس في حالة من الذعر، كان كبار السن والنساء والأطفال يصرخون جميعا من الخوف". وتابع الحمصي أن معظم المناطق المستهدفة كانت مدنية، مما أثار قلقا واسع النطاق بين السكان، مضيفا "لقد شهدنا ضربات سابقة، ولكن ليس بهذه الشدة، هذه المرة، الوضع مختلف". كما تركت الضربات السكان الأصغر سنا في حالة صدمة، ووصف كرم قهوجي البالغ من العمر 16 عاما رعب سماع القصف وهو في الخارج. وقال قهوجي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد خرجت عندما سمعت الانفجارات والقصف، كان صوت الطائرات مرعبا". وأضاف أن بعض أقاربه استُهدفوا وهم على دراجاتهم النارية، "عندما أشعلوا الأضواء، تم قصفهم، كان الصوت مخيفا بشكل لا يصدق". وقال وزير الصحة السوري حسن الغباش لوكالة أنباء (( شينخوا)) إن الهجمات أسفرت عن مقتل 18 شخصا وإصابة 37 آخرين، بعضهم في حالة حرجة. وقال "منذ اللحظات الأولى لهذا الهجوم الوحشي، تم حشد جميع العاملين في مجال الصحة في حماة وطرطوس وحمص"، واصفا الضربات بأنها "بربرية". وأدانت وزارة الخارجية السورية الغارات الجوية الإسرائيلية، ووصفتها بأنها استمرار "للعدوان" الإسرائيلي الذي يهدف إلى تصعيد التوترات في المنطقة. وأفاد مسؤولون محليون عن حدوث أضرار جسيمة في البنية التحتية تشمل الاتصالات والكهرباء وأنظمة المياه. وقالت وزارة النقل إن الضربات تسببت في أضرار جسيمة للطريق الذي يربط حماة وطرطوس، بينما انتشرت الحرائق التي أشعلتها الهجمات عبر المناطق الحرجية على طول طريق مصياف-وادي العيون. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، بأن الغارات الجوية استهدفت مركز البحوث العلمية ومواقع عسكرية أخرى في منطقة مصياف. على مدار سنوات النزاع الذي اندلع في سوريا عام 2011 شنت إسرائيل العديد من الهجمات داخل الأراضي السورية، وتكثفت هذه الهجمات مع اندلاع الصراع بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.■
مشاركة :