يترقب ملايين الأميركيين أول مناظرة تليفزيونية بين مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، ومنافسها مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترمب. ويستعد المرشحان للمناظرة الأولى بينهما، والثانية في السباق الانتخابي بعد تلك التي خاضها ترمب مع الرئيس جو بايدن في يونيو/ حزيران الماضي، وذلك في أجواء تبدو محمومة بسبب تقارب النتائج في أحدث استطلاعات للرأي. وستُعقد المناظرة، اليوم الثلاثاء بتوقيت الولايات المتحدة، صباح الأربعاء بتوقيت غرينتش. وتأتي تلك المناظرة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أقل من شهرين. فارق ضئيل وتظهر أحدث استطلاعات للرأي أن الفارق بين المرشحَين ضئيل؛ بحيث يمكن لأيٍّ منهما أن يفوز بالرئاسة. وتُعقد المناظرة في مركز الدستور الوطني في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. ومن المنتظر أن تستمر المناظرة 90 دقيقة، وسوف يمنح كل مرشح دقيقتين للإجابة عن أسئلة المشرفين، وسيكون لديه دقيقتان لتفنيد حجج الطرف الآخر، ويُكتم صوت ميكروفونات كل مرشح عندما يتحدث منافسه، كما لن يكون هناك جمهور في قاعة المناظرة. الزخم الذي أضفته كامالا هاريس على الحملة الديمقراطية للاحتفاظ بمنصب الرئيس، ما يزال أقل من أن يضمن الفوز. استطلاعات الرأي ما تزال تتراوح في نطاق ضيق داخل هامش الخطأ. هذا الواقع يجعل المناظرة المرتقبة بينها وبين ترمب تشكل منعطفا حاسما لاستقطاب الأصوات المتأرجحة والمستقلين. فريقا المرشحيْن بدءا الاستعدادات لما يتوقع أن تكون مناظرة ساخنة، ولكل منهما أوراق قوة وضعف قد تعزز فرصه أو تطيح به على حد سواء. فشل الرئيس جو بايدن في مناظرته مع ترمب في 28 يونيو/ حزيران الماضي، أدت في النهاية الى إجباره على الخروج من السباق بضغوط من ممثلي الحزب الديمقراطي في الكونغرس، خوفا من أن تؤدي هزيمته الى فقدانهم مقاعدهم. هؤلاء الممثلون ينتظرون مناظرة أفضل من هاريس تحيي آمالهم بالاحتفاظ بتلك المقاعد، إن لم تسمح بكسب الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ. تقدم طفيف لهاريس استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة تعطي هاريس تقدما بما يتراوح بين نقطتين أو ثلاثة. والملفت أن هذه الاستطلاعات تكرر النتائج نفسها التي سبق أن حصدتها مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون على أعتاب انتخابات عام 2016، التي خسرتها لصالح ترمب. ورقة القوة الرئيسية التي تمتلكها هاريس هي أن خبرتها كمدعية عامة، تسمح لها بموقف شجاع في مواجهة متهم بالفساد والغش والانتهاكات الجنسية والتهرب الضريبي. في حين يبدو الاقتصاد هو ورقة القوة التي يملكها ترمب، ما يسمح له بتوجيه انتقادات حادة لسجل إدارة بايدن، وخاصة بسبب التضخم الذي أدى الى ارتفاع الأسعار على المستهلكين، وهو ما تعكسه استطلاعات الرأي التي تعطي ترمب تفوقا بنحو 5 نقاط على هاريس في هذا الشأن. والاقتصاد، بما أنه هو القضية الأهم للناخب الأميركي، فإنه سيكون ركن الزاوية الأهم في المناظرة، والسبب الذي يجعل طرفي المناظرة يقفان على قدمين، أحدهما في النار، والأخرى في النعيم. استعدادات هاريس وترمب للمناظرة وقال ترمب إنه سيقارن بين السياسات اليسارية التي قدمتها هاريس في محاولتها الرئاسية التي لم تكلل بالنجاح عام 2020 والمواقف الأكثر وسطية التي تتبناها الآن. وبحسب رويترز، أضاف ترمب في مداخلة هاتفية مع شبكة إن.بي.سي نيوز: «لا يعرف المرء ماذا يتوقع، غيرت كل سياساتها على مر السنين». وقالت هاريس إنها ستلفت الانتباه إلى عادة ترمب في الكذب. وكتبت في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الثلاثاء: «دونالد ترمب لديه مشكلة حقيقية مع الحقيقة». وأصدرت حملة هاريس إعلانا يظهر فيه الرئيس السابق باراك أوباما وهو يسخر من مزاعم ترمب الزائفة عن أحجام الحشود في فعالياته. وقال مستشارو الحملة إن هاريس ستتحدث أيضا عن خططها لخفض النفقات اليومية للأميركيين. والمناظرة شديدة الأهمية لهاريس تحديدا لأن استطلاعات الرأي تظهر أن أكثر من ربع الناخبين المحتملين يشعرون أنهم لا يعرفون ما يكفي عنها بعد. وتمنح المناظرة هاريس، المدعية العامة السابقة، فرصة لإقامة حجتها على ترمب، مستعينة في ذلك بإدانته في قضايا جنائية ودعمه الصريح لمؤيديه الذين أدينوا في هجوم السادس من يناير/ كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس الأميركي وأكاذيب متكررة منه. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :