هل نجحت سياسة خفض التكاليف في إنقاذ شركات النفط الأوروبية؟

  • 5/3/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تمكنت بعض أكبر شركات الطاقة الأوروبية من تسجيل أداء أفضل من الأشهر السابقة خلال الربع الأول من العام الجاري، رغم وصول أسعار النفط لأدنى مستوياتها في 13 شهراً خلال بداية 2016. وتمكنت أسعار النفط من تسجيل مكاسب كبرى بلغت 22% منذ بداية شهر إبريل/نيسان، بدعم تفاؤل الأسواق بشأن الخام، وإمكانية تراجع فائض المعروض. أعلنت شركة بي بي خلال الأسبوع الماضي انكماش صافي خسائرها بنحو 80% في الربع الأول من 2016 مقابل نفس الفترة من العام الماضي، كما تحولت شركتا توتال وشتات أويل للأرباح بعد أن سجلتا خسائر خلال أول 3 أشهر من 2015. كما ذكرت شركة إيني الإيطالية أنها سجلت خسائر بقيمة مليار دولار تقريباً خلال الربع الأول من العام الحالي، لكنها جاءت أقل من تقديرات المستثمرين. وتعكس هذه النتائج قيام شركات الطاقة بخفض كبير في التكاليف، في مسعى للتعامل مع الهبوط الحاد في أسعار النفط. في الولايات المتحدة، نجح خفض الإنفاق في الهبوط بإنتاج الخام، مما قد يعيد سوق النفط إلى التوازن مجدداً بين المعروض والطلب، حيث أظهرت البيانات الرسمية الأمريكية أن إنتاج النفط قد تراجع أدنى مستوى 9 ملايين برميل يومياً قبل أسابيع عدة، بعد أن وصل إلى 9.7 مليون برميل في إبريل/نيسان 2015. وقال محللون لدى سيتي بنك، إن الإنفاق في صناعة النفط يتجه إلى الهبوط لأدنى مستوى منذ عام 2007، معتبرين أن الخفض الإضافي سيكون كافياً لتقليص الإنتاج العالمي من الخام، مع توقعات بتوازن السوق في النصف الثاني من 2016. ورغم حقيقة أن الربع الأول من عام 2016 شكل فترة سيئة لشركات النفط مع تراجع أرباحها مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، إلا أن الشركات الأوروبية حققت إيرادات تفوق توقعات المستثمرين والمحللين. وقد ساعد خفض التكاليف الملحوظ لشركات النفط في مجالات مثل التوظيف، وميزانيات التنقيب منذ عام 2014 في تحقيق نتائج أعمال أفضل في الربع الأخير، إضافة إلى صعود أسهم هذه الشركات خلال الفترة الماضية نتيجة تعافي أسعار الخام. ويرى كريس ويتون مدير محفظة الاستثمار في أليانز جلوبال إنفستورز أن الواقع يشير إلى نجاح شركات الطاقة في التفوق على تعهداتها بخفض التكاليف، رغم فشل وعودها السابقة في هذا الإطار على مدار السنوات السابقة. وأعلنت شركة بي بي يوم الثلاثاء الماضي، أن التكاليف خلال 12 شهراً الماضية تراجعت بمقدار 4.6 مليار دولار مقارنة بعام 2014، كما كشفت عن خطط للاستغناء عن 7 آلاف وظيفة. كما أشارت توتال الفرنسية إلى أنها اقتربت من الوصول لمستهدف توفير 900 مليون دولار خلال العام الحالي، إضافة إلى النجاح في خفض تكاليف الإنتاج مع زيادة إنتاجها من الخام. وتمكنت شركة شتات أويل من زيادة الأرباح في الربع الأول من العام الجاري من خلال توفير 308 ملايين دولار من التكاليف عبر تقليص تكاليف المشروعات. ويرى ريتشارد هالف المدير في صندوق أرتميس لإدارة استثمارات الطاقة أن هبوط أسعار النفط دفع الشركات لخفض التكاليف وإدارة الأعمال في القطاع بطريقة صحيحة، بعد سنوات من الترهل الإداري من حيث التحكم في التكلفة. وحذر سكوت شيفيلد الرئيس التنفيذي لشركة بايونير للموارد الطبيعية، التي سجلت خسائر بقيمة 267 مليون دولار في الربع الأول من 2016 من صعود مستويات الديون.(وكالات) أزمات عالمية تواجه كبرى شركات النفط العالمية أزمة تشتد فصلاً بعد فصل مع تدهور أسعار النفط الخام، ودون بوادر للتحسن في المدى القريب، بحسب رأي الخبراء. حيث سجلت الشركة الأمريكية شيفرون، في أواخر يناير/كانون الثاني الخسارة الفصلية الأولى لها منذ 13 عاماً في الأشهر الثلاثة الأخيرة ل2015، إذ طغى تدهور أسعار النفط على الأرباح التي سجلتها في ذلك العام. كما تراجعت أرباح العملاق الأمريكي أكسون موبيل إلى النصف العام الماضي، وتدهور صافي أرباح مجموعة شل الهولندية البريطانية سبع مرات، ولمح رئيس مجلس إدارة توتال الفرنسية باتريك بويانيه، إلى تراجع بنسبة 20%. وتراجع سعر برميل النفط 47% في 2015 مقارنة بالعام السابق، ليبلغ معدل سعره 52 دولاراً، وبأكثر من 70% منذ يونيو 2014، نتيجة الفائض في العرض.

مشاركة :