يأتي إقرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه لله تعالى – لمشروع "رؤية المملكة 2030" كأحد تجليات الفكر الخلاق الحديث الذي تعيشه المملكة في عهدها الجديد في ظل القيادات الشابة المتوثبة التي دفع بها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى المقدمة والمتمثلة في ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – وفقهما الله - إنها الرؤية والخطة التنموية الأكبر بتاريخ المملكة كما أنها أكبر خطة تحول اقتصادي وطني قيد التنفيذ على مستوى العالم متضمنة إطلاق أكبر صندوق استثمار بقيمة 2.7 تريليون دولار فقد تم خصخصة أصول ب400 مليار دولار مما يعني فتح فرص ضخمة للشركات بنحو 6 ملايين وظيفة وتعزيز قطاعي التجزئة وتكنولوجيا المعلومات ب100 مليار دولار وكذلك إضافة دخل سنوي من خارج قطاعات النفط بنحو 30 مليار دولار بعد 4 سنوات بموجب خطة الإصلاحات الشاملة وهذا يعني أننا أمام خطة استثمار إستراتيجية شاملة تساعد الأجيال القادمة على بناء غد مشرق لآفاقٍ واسعة تعود بالنفع على الجميع في هذا الوطن الغالي. إن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي وضع رؤية طموحة بهذه التفاصيل يدرك حتما حجم التحديات خلال مرحلة التهيئة ثم التطبيق وهي لاشك كثيرة وكبيرة وبقدر مواجهتها والشفافية والتكاتف والإنجاز الدقيق من الجميع تكون النتائج على أرض الواقع خاصة أن الرؤية الإستراتيجية الجديدة استهدفت عدة محاور أساسية أبرزها الخروج من حالة (إدمان الاعتماد على النفط) كما قال سمو ولي ولي العهد وذلك بتنويع مصادر الاقتصاد الوطني وعلاج مشكلات التنمية وأمراضها بالشفافية والإرادة ليشعر المواطن بنتائج مراحل الرؤية من خلال خلق فرص الاستثمار والعمل والتنمية البشرية والارتقاء بمستوى الحياة وما يستلزم ذلك من الوصول بالتعليم والصحة والقطاعات الخدمية إلى المستوى المنشود. وخلال كلمة خادم الحرمين الشريفين بمناسبة إطلاق رؤية المملكة 2030 أكد - حفظه الله – على الركائز الأساسية التي استلهمت منها الرؤية فهذه الدولة الشامخة حفرت في صخور التاريخ اسمها كدولة تضع حكم الله فوق الجميع وتتمسك بكتاب الله وهدي نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ولهذا كانت الرؤية تؤكد أهمية العمق العربي الإسلامي وأهمية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن فهو عمق تاريخي استراتيجي يجب تعزيزه والارتقاء من خلاله هو حجر الأساس لهذا الصرح العملاق الذي وضعه الملك المؤسس – طيب الله ثراه - قبل أكثر من مئة عام. وعندما يؤكد الملك مرارا وتكرارا على التنمية فإنها تمثل هما أساسيا عنده -رعاه الله- تنمية شاملة تعني كل نواحي الحياة، تعني الطفل والشاب والفتاة والأم والأب والأسرة، تعني الرجل والمرأة، تعني التعليم والصحة، والأمن والدفاع، تعني الاقتصاد والسياسة والمجتمع معا فلم تأت رؤية المملكة كردة فعل بحتة على وضع اقتصادي معين بل رسم الطريق لجيل بأكمله أمانة الأجيال القادمة في أعناقنا فلا يعني الرفاهية التي نعيشها اليوم - بحمد الله - أن نتغافل عمّا يجب أن يكون عليه الحال لأبنائنا في الغد هذه هي معاني التنمية الشاملة التي يؤكدها خادم الحرمين والتي ارتكز عليها من رسم رؤية المملكة 2030. وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حدد معالم الطريق وأوضح كل نقطة تطرح هنا وهناك ولذلك فإن هذا الوضوح في حد ذاته يسهم أيضا في نجاح مسيرة التغيير الاقتصادي والاجتماعي، ويسرع الخطوات لإتمام تنفيذ بنود "رؤية السعودية 2030". ولأن التغيير متجدد أكد ولي ولي العهد على أن "الرؤية" لا تتحقق من دون شباب الوطن فهم "الوقود الحقيقي لسير هذا الوطن". كيف لا؟ والثروة الأولى للمملكة هي الشعب الطموح الذي يشكل الشباب الشريحة الأكبر فيه. يقول الأمير محمد بن سلمان: "إن هذا الشعب هو فخر بلادنا وضمان لمستقبلها بعون الله عز وجل". ومن يراهن على الشعب لا شك يفوز بالاتكال على الله أولا وأخيرا. وفق الله قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد وحفظ بلادنا آمنة مستقرة وحقق لها ما تصبو إليه من رفعة وتقدم وعلو وازدهار. *رئيس لجنة أهالي مدينة بريدة ورئيس مجلس إدارة شركة الفوزان للتجارة والمقاولات
مشاركة :