انطلقت صباح أمس، فعاليات المهرجان الرابع للأسماك المجففة والمالح بدبا الحصن تحت شعار معاً نجدد ماضينا. المهرجان ينظمه المجلس البلدي بتعاون مع إدارة البلدية،وبرعاية شركة بيئة ومشاركة مؤسسات مجتمعية عدة في دبا الحصن، لتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة على ممارسة المهنة التراثية، والترويج للصناعات التقليدية. حضر حفل الافتتاح الذي أقيم على ميناء دبا الحصن، سالم النقبي، رئيس دائرة البلديات والزراعة، والمهندس علي أحمد بن يعروف، رئيس المجلس البلدي بدبا الحصن، وطالب سفر مدير البلدية، ومطر الخشبي، مدير الديوان الأميري بدبا الحصن، إلى جانب عدد من مديري الدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية وجمع غفير من المهتمين بصناعة وإنتاج وتسويق المالح. وتضمن حفل انطلاق المهرجان عروضاً حية لصناعة المالح بأنواعه، وركناً تراثياً للحياة البحرية وورش تعليم صناعة المالح لطلبة المدارس. وقدم طلبة مدارس عدة بدبا الحصن فقرات وعروضاً مسرحية عن الحياة البحرية، وطرق صيد الأسماك وصناعة المالح. وتقام خلال أيام المهرجان ندوات ثقافية ومسابقات ترفيهية عدة متنوعة إضافة إلى عروض لمحلات بيع المالح وركن خاص بالأسر المنتجة وركن خاص للأطفال، كما يتم توعية الزوار والحضور بالاشتراطات السليمة والصحية في الحصول على الطريقة الصحيحة للمالح. وقال المهندس علي بن يعروف: إن المهرجان بدورته الرابعة التي تستمر 4 أيام متتالية، يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ صناعة المالح، وأهمية هذه المادة الغذائية، وهو يركز على الاستفادة من خبرات المواطنين وأصحاب العلاقة بمهنة الصيد في كيفية صناعة المالح بالشكل الصحيح، ونقل هذه المهنة عبر الأجيال، إضافة إلى دعم الاقتصاد للمواطنين وتحسين مستوى الدخل. وأكد طالب سفر، أن اختيار مدينة دبا الحصن لتنظيم المهرجان يرجع إلى شهرتها منذ القدم بصناعة المالح، حيث عرفت منذ القدم أنها مدينة المالح، التي تصنع أجود وأفضل أنواع المالح، كما أنها أصبحت اليوم من أبرز المناطق التي تصنع وتصدر هذه المادة الغذائية. وأشار إلى أن المهرجان يروج بشكل أكبر للمالح والأسماك المجففة كافة، مثل السحناه العوال والسحال والقاشع. وأعلن سفر عن إطلاق البلدية مبادرة تصنيع عبوات جديدة لتغليف وتعبئة أسماك المالح بشكل جيد ومحكم، للحفاظ على المنتج لأكبر فترة ممكنة من التلف والعمل على إنشاء مخزن جديد على مستوي عالٍ من الجودة لتخزين سمك المالح يخضع للإشراف المباشر من قبل البلدية. الوالد أحمد عبد الله يقول: صناعة المالح تعد من المهن القديمة التي ورثناها عن الآباء والأجداد، وهي مهنة تحتاج إلى فن ومهارة كبرى. وهناك العديد من الأسماك التي يمكن تمليحها، لكن الأفضل أسماك الكنعد والصدا والقباب والخباط، كما يمكن استخدام أسماك الشعري الكبيرة. وأكد أن صناعة المالح اشتهرت بها الإمارات منذ القدم وسلطنة عمان، فبات أبناء المنطقة يأتون من كل حدب وصوب للحصول على خروس المالح الذي يصبح وقت هيجان البحر وصعوبة الصيد وجبة رئيسية على موائد الناس غنيهم وفقيرهم صيفاً وشتاء، ومازال العديد من أبناء الإمارات والدول الشقيقة يأتون لشراء أسماك المالح من مدينة دبا الحصن. طريقة الصناعة عن طريقة صناعة المالح يقول الوالد محمد أبو أحمد: بعد صيد الأسماك، خاصة الكنعد والقباب، ننظفها بشكل جيد من دون استخدام الماء وتخرج الأحشاء والعظام والهيكل، ثم تقطع السمكة إلى أقسام حسب حجمها الطبيعي ثم نقوم بتشريح كل قسم لكي يدخل الملح الدقيق الناعم إلى كل الأجزاء، وتوضع القطع المملوءة بالملح في أوانٍ فخارية أو في أوانٍ بلاستيكية وتوضع فوقها قطعة حجرية نظيفة ومغسولة بالماء المالح أيضاً وتغطى بقطعة قماش بطريقة لا تسمح بدخول الهواء إليها وتوضع في الشمس لمدة لا تقل عن شهر وتعتمد مدة التخزين على طبيعة المناخ.
مشاركة :