على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تكن طرفا فاعلا في الظروف التي أدت إلى إنشاء دولة إسرائيل في فلسطين التي عرفت بـ"النكبة"، حيث في الوقت الذي انتهى فيه الانتداب البريطاني لفلسطين بين عامي 1947 و1948، تم طرد 750 ألف فلسطيني على الأقل أو فروا من وطنهم، فضلا عن مقتل 100 ألف آخرين، تبنى رؤساء الولايات المتحدة الأميركية نهجا تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي انحاز في معظمه إلى إسرائيل وأغفل الحقوق الفلسطينية. وقد نما هذا الدعم نموا مطردا على مر السنين. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية قسَّم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، الصادر في 29 نوفمبر 1947، فلسطين فعليا إلى دولتين، وبذلك تأسست إسرائيل. وتقول مراكز بحثية إنه على الرغم من أن اليهود كانوا يمتلكون فقط 7% من الأراضي في فلسطين ويشكلون حوالي 33% من السكان، فقد تأسست إسرائيل على 78% من الأراضي الفلسطينية. تم نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم دون أي تعويض عن فقدان منازلهم وأراضيهم، دون أي مكان للذهاب إليه سوى مخيمات اللاجئين. ومع مرور الوقت، كان دور رؤساء الولايات المتحدة هاري ترومان والجنرال دوايت إيزنهاور متعاطفا بشكل واضح تجاه إسرائيل. أما مع بداية تولي جون كينيدي مهام الرئاسة الأميركية، فإن الأمور أخذت منحى جديدا، خاصة مع دعم كينيدي لحق العودة للاجئين، كما هو موضح في الفقرة 11 من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر عام 1948. بعد اغتيال كينيدي في 1963، خلفه ليندون جونسون، الذي لم يهتم بحل مشكلة اللاجئين. واشتمل منهاج الحزب الديموقراطي لعام 1964، وهو العام الذي انتخب فيه جونسون رئيسا للولايات المتحدة، على "تشجيع إعادة توطين اللاجئين العرب"، بينما توقف الحديث عن حق العودة. وفي يناير 1968، انتهت ولاية الرئيس جونسون عندما انتخب نائب الرئيس ريتشارد نيكسون رئيسا للبلاد. وقد كان لدى نيكسون التزام أقل تجاه إسرائيل، بعد أن حصل على حوالي 15% فقط من أصوات اليهود. في مذكراته، علق نيكسون على الغطرسة الإسرائيلية بعد حرب الأيام الستة عام 1967، واصفا "التعنت الإسرائيلي في التفاوض على أي اتفاق سلام يشمل عودة أي من الأراضي التي احتلوها". ورغم أن الرئيس جيمي كارتر أصبح في الآونة الأخيرة مؤيدا قويا لحقوق الشعب الفلسطيني، فإن ذلك لم يكن هو الحال خلال فترة رئاسته. ترأس كارتر اتفاقية كامب ديفيد، ولم تسفر جهوده سوى عن توقيع معاهدة للسلام بين إسرائيل ومصر، فيما لم يتم إنجاز أي شيء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. قال إن الرئيس الأميركي رونالد ريجان الذي خلف جيمي كارتر، رأى أنه ولمواجهة التمدد الشيوعي، فإنه يجب تعزيز العلاقات مع إسرائيل، خوفا من سيطرة السوفييت على الأوضاع في الشرق الأوسط. وفي 1982 أعلن ريجان أن الولايات المتحدة لا تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وحينما تولى نائبه، جورج بوش الأب، منصب الرئاسة فترة واحدة، استمر في تبني النهج الموالي لإسرائيل. أما إدارة الرئيس بوش الابن، فقد اختلفت في تعاملها قليلا مع الأمور المتعلقة بإسرائيل وفلسطين، فعندما انتخبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة منذ 2006، أمر الرئيس بوش بحظر شبه كامل على المساعدات لفلسطين. وفي ظل إدارة باراك أوباما الحالية، استمرت المساعدات الأميركية لإسرائيل بلا هوادة، حيث بلغت ما يقرب من 4 مليارات دولار سنويا، ومن المرجح حصول إسرائيل على دفعة أخرى قبل مغادرة أوباما.
مشاركة :