رأى زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، أن «تردي الوضع الاقتصادي سببه غياب أي أفق للحلول السياسية»، معرباً عن اعتقاده بأنه «لحظة انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة سيشهد البلد تحسناً ملموساً وستنشأ أجواء جديدة مواتية لكل القطاعات، ما سيؤدي إلى عودة المستثمرين والخليجيين إلى لبنان وتنشيط كل القطاعات التجارية والاقتصادية». كلام الحريري جاء خلال لقائه في «بيت الوسط» أمس، وفداً من جمعية تجار بيروت وممثلين عن جمعيات التجار من مختلف المناطق اللبنانية. استهل اللقاء بكلمة لرئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس قال فيها: «نشعر بأنكم تشكلون رافعة للاقتصاد الوطني عموماً وللقطاع التجاري خصوصاً، ونلمس اهتمامكم بالذات، وتحديداً في هذه الأيام الصعبة التي نمر بها، وقد أردنا إطلاعك على ما نقوم به من أجل تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد، بوصفك رئيس أكبر كتلة نيابية ولأننا نعلق آمالاً كبيرة على عودتك لتبوؤ رئاسة الحكومة في لبنان عندما يستقيم الوضع السياسي والمؤسساتي». أضاف: «منذ أسبوعين نظمنا خلوة استثنائية حول الوضع التجاري في البلاد لتقويم ما حصل منذ خمس سنوات، ووضعنا اقتراحات حلول لإعادة تحريك الأسواق وتنشيط الوضع التجاري، وأهمها أولاً: ضخ مبلغ بليون دولار من القدرة الشرائية فوراً، موجّهة من خلال تحويلات مالية مباشرة إلى الأسر اللبنانية، ونحن نعتبر أن هناك مليون أسرة من المفترض أن تحصل من خلال مصرف لبنان والنظام المصرفي على مبلغ ألف دولار لكل عائلة لبنانية لتصرفها فوراً في الأسواق. الثاني: خفض نسبة الضريبة على القيمة المضافة خلال سنة واحدة من 10 في المئة إلى 5 وتكون النتيجة نفسها، وهي ضخّ بليون دولار للأسواق اللبنانية، ونعتقد أن هذا المبلغ كفيل بتحريك العجلة التجارية والحركة الصناعية وإعادة تمويل الخزينة اللبنانية والنتيجة ستكون إيجابية للجميع». ثم تحدث الحريري فقال: «نحن في هذه الدار نعيش الهموم والمشكلات التي يعاني منها القطاع التجاري، بخاصة مع تدني نسبة النمو إلى الصفر، منذ خمس سنوات. وأنتم تعلمون أن الاستقرار السياسي هو من أهم الأسباب التي من شأنها تحريك العجلة الاقتصادية، فيما نحن اليوم نمر بأزمة سياسية واقتصادية مستفحلة». وأضاف: «السبب الرئيس للوضع الذي نعيشه جميعاً والقطاعين الاقتصادي والتجاري بخاصة، سببه تردي الوضع السياسي في البلاد ما دفع العديد من المستثمرين إلى الامتناع عن الاستثمار في البلد، والسبيل الوحيد لإنقاذ الوضع هو إعادة النمو إلى المعدل الطبيعي، وهذا أمر من الضروري أن يتحقق في أسرع وقت ممكن. وأعتقد أن أمامنا اليوم فرصة خاصة في ضوء تدني أسعار النفط خلافاً لمعاناة دول عديدة جراء هذا الأمر، وباستطاعتنا من خلال انخفاض فاتورة الفيول أويل لتشغيل معامل توليد الكهرباء أن نوفر مبلغ بليون دولار أو أكثر وصرفه لتلبية احتياجات المواطنين والاهتمام بالبنى التحتية والقطاعات الأخرى. ولكن أساس كل ذلك هو الاستقرار السياسي». وأكد الحريري: «إننا نعمل باستمرار لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الأمر كان الموضوع الأساس الذي تمت مناقشته خلال اجتماعي مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع منذ بضعة أيام. نحن على اطّلاع كامل على معاناتكم جراء الوضع السائد وأنا اشعر بثقل هذه المعاناة، والسبب الأساس هو غياب أي أفق للحلول السياسية، لذا علينا كسياسيين أن نسعى إلى إرساء الاستقرار وطرح المبادرات»، آملاً في أن «تشكل الانتخابات البلدية حافزاً لتأكيد استمرارية الحياة الديموقراطية في لبنان ومن ثم يتم انتخاب رئيس للجمهورية». ودار حوار بين الحريري والحضور تمحور حول مشكلات التجار والقطاع الاقتصادي برمته، وتركز على تداعيات وجود اللاجئين السوريين والآثار السلبية لمزاحمتهم التجار اللبنانيين واليد العاملة اللبنانية في كل المناطق وضرورة الاهتمام بهذه المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوم. وطالب البعض بإيلاء القطاع السياحي الاهتمام اللازم من خلال طرح المبادرات المطلوبة وتحسين وضعية مطار رفيق الحريري الدولي. ورد الحريري بالتأكيد على الاهتمام بمطالبهم، واعداً «بدرسها مع رئيس الحكومة (تمام سلام) والجهات المعنية».
مشاركة :