ما بين (كفاية دلع) و (دلع شبابنا بهذلنا)..يا قلب لا تحزن !

  • 5/5/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعرف ما المشكلة بالضبط؟!ولماذا بين كل فترة وفترة أحدهم (يجيب الطعَّة)..هل هؤلاء يعيشون معنا؟!هل هؤلاء يشعرون بنا؟!هل أصيبوا بالتخمة لدرجة التغطية على عقولهم؟!أم أنهم أغبياء وحمقى من الأساس؟! وإذا كانوا أغبياء..فكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه من المناصب والأموال؟!أم أنهم..ببساطة..يحتقرون الشعب السعودي؟!..وفيما يبدو لي أن التساؤل الأخير هو الأقرب للواقع..فأصحاب الأبراج العاجية عادة ينظرون للناس كالنمل تحت أقدامهم..وينزعجون منهم ومن قضاياهم ومشاكلهم..ويفضلون العزلة عن هؤلاء( القذرين)من وجهة نظرهم..وإذا اضطروا للتعامل معهم فإنهم يتعاملون معهم بتأفف وعنجهية..أو من باب (شوفوني)أنا متواضع..مع العلم بأن هؤلاء كالعلق..ولا يعيشون أساساً إلا على مصِّ دماء (الضعوف)وجيوبهم. كل فترة يظهر لنا أحد أحفاد(ماري إنطوانيت)ليذكرنا بأكل البسكويت إذا لم نجد الخبز..وكل فترة يخرج لنا أحد أحفاد(ذي الخويصرة)ليشكك في إسلام هذا الشعب وأخلاقه وعاداته وقيمه..وكل فترة يخرج لنا(حرامي)يتحدث عن الأمانة..وكل فترة تظهر لنا (براقش)لتفضح أهلها..وكل فترة نصاب بالإحباط وخيبة الأمل كلما اكتشفنا أن (ما بالحمض أحد). فمن قائل:على الشعب تغيير عاداته الغذائية لمواجهة غلاء الأرز..إلى صاحب الفكر الياباني الذي يريدنا أن نسكن في منزل مكون من غرفة وحمام..مروراً بالشمس(الشاردزة)ومقاضاة(الجن) والرأس ليس بمقتل والتعب من جمع اللقطاء ونهاية الدولة من غير أسود الدعوة بالركل و(التمحيط) وقضية السيفون والسكن ليس حقاً للمواطن وكفاية دلع..ثم أخيراً..دلع شبابنا بهذلنا. أسألكم بالله..هل سمعتم أحداً من الأسرة الحاكمة يقول مثل هذا الكلام؟!..ما قصة هؤلاء الذين يريدون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك؟!ولِمَ لمْ يعتبروا من الذين قبلهم حين(نتفهم)الملوك (مع أذانيهم)؟!هل أغوتهم السلطة أم أغواهم المال؟!أين هم عن الذين يصنعون الأمل؟!ويعملون بجد وإخلاص دون تعب أو كلل أو منٍّ أو أذى وينفقون لأجل تنمية الإنسان ورفاه الإنسان بدون حساب مثلما يفعل الملوك..أين هم عن أمثال المواطنين المسؤولين المخلصين مثل غازي القصيبي رحمه الله والربيعة أطال الله في عمره؟!لماذا يتكاثر هؤلاء الأشحَّاء الذين ينطبق عليهم المثل(الرازق في السماء والحاسد في الأرض)؟!لماذا يتكاثر هؤلاء النفعيون الذين يقدمون مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم وانتماءاتهم على مصلحة الوطن والمواطن؟!وإلامَ وسطوة المال تجعل لمثل هؤلاء ألسنة يشوهون بها مجتمعهم دون أن يقطعها لهم أحد؟! الشعب السعودي ليس مدلعاً ولا مدللاً ولا غبياً..بل الغبي من يعتقد ذلك..ويظن أن بإمكانه استعباد الشباب بالرواتب الهزيلة التي يقدمها لهم في شركاته..والمدلع هو من(يتبطح)في قصوره ذات المساحات الشاسعة آمناً مطمئناً في حين يقف شاب سعودي(مدلع)ببندقيته على الحدود ساهراً على أمنه وأمن أسرته وأمن ثرواته التي لا يستطيع إحصاءها..والمدلع هو من يسافر بطائرته الخاصة بعد أن يملأها بالوقود الذي استخرجه شاب سعودي(مدلع)تخضبت يداه بالزيت ولفحت وجهه الشمس في أعماق الصحراء..والمدلع هو من لديه القدرة على توظيف(رينيه وطوني ومصطفى)بمائة ألف ريال في الشهر..بينما يقف شاب سعودي( مدلع)يحرس باب الشركة وفيلا طوني ورينيه براتب 1500ريال..والمدلع من يقيم موائد الكافيار والإستاكوزا ودجاج الليمبورقيني كل ليلة..بينما نجد أسرة سعودية (مدلعة)تتقاسم حبة(التميس).  هؤلاء الشباب(المدلعون)لو أنهم وجدوا عوائد مالية مجزية لعملوا في كل المهن دون تفكير حتى..مثلما يعملون الآن في الجيش وفي شركات البترول وغيرها..وعندما يهجرون وظائف القطاع الخاص ويهجرون المهن فإن لهم مجموعة من الأسباب لا علاقة لها (بالدلع)كما يحاول رجال الأعمال وصفهم باستمرار..وأول هذه الأسباب هم رجال الأعمال أنفسهم الذين لا يوظفون الشباب السعودي إلا بقوة النظام..وإذا وظفوهم جعلوهم في مواقع هامشية وبرواتب متدنية..بينما يلهثون خلف الأجنبي(والخواجة)ويقدمون له الميزات ويمنحونه الصلاحيات التي تخوله حتى فصل السعودي من عمله.. والسبب الثاني هو أن وزارة العمل(فاتحتها بحري) على الاستقدام.. وصامتة عن التستر..وقلبها(حنيّن)على رجال المال والأعمال..بينما خطواتها ثقيلة جداً في طريق السعودة..قبلتها المال ووجهها ميمم شطره..بينما ظهرها في وجه الموظف السعودي وحقوقه..ولو أنها جعلت السعودي هو الخيار الأوحد أمام الشركات لوجدنا الشركات ذاتها تقيم معاهد التدريب وتتسابق على تأهيل وتوظيف الشباب (المدلع)الذي(بهذلها)..وبالرواتب التي يريدها..ولو أنها قالت لكل رجل أعمال يهدد وطنه ويحاول ابتزازه بنقل استثماراته خارجه:(في ستين داهية)والطريق(اللي يودي ولا يجيب)لخنع وخضع وأقعى كالكلب واستراح وبلع ريقه وتعوذ من الشيطان..لأنه يعلم أن الضرائب ستنتف ريشه في أي مكان آخر في العالم يتجه إليه..وأن الأرباح التي سيحققها هنا والتسهيلات والإعفاءات التي سيحصل عليها لن يجدها هناك. أخيراً..فإننا نحلم أن يكون برنامج التحول الوطني هو الخلاص من مصاصي الدماء هؤلاء..وهو الخلاص من هضم حقوق الموظف السعودي في القطاع الخاص..وهو الخلاص من ألسنة المفترين الذين لديهم الاستعداد في سبيل تحقيق مصالحهم أن يشوهوا صورة وطنهم ومواطنيهم أمام العالم دون وخزة من ضمير أو لطمة من قانون. الرأي صالح جريبيع الزهراني كتاب أنحاء

مشاركة :