ليس المهم أن تعيش.. الأهم أن تحيا!! هناك فرق إذن بين العيش والحياة.. الحيوانات تعيش، فهي تأكل وتشرب وتستنشق نفس الهواء الذي يستنشقه البشر، لكن هل حياة البشر كحياة الحيوانات؟. *** ميّز القرآن الكريم، كما يقول الباحث د. علي منصور كيالي، ما بين إنسانٍ (يحيا)، وبين إنسان (يعيش)، والحياة تكون دومًا (طيّبة)، بينما المعيشَة تكون (ضنْكًا). الإنسان الذى يأكل ويشرب ويتنفس ويتكاثر، ثم يموت، هذا إنسان يعيش، عنده نظام طاقة وحركة تكفيه للعيش ليس إلا. أما الإنسان الذي له هدف سامٍ في الحياة فهو إنسان يحيا، وهو يختلف عن الإنسان الذي لا هدف له؛ إلا الأكل والشرب والتوالد، فهو ينتقل من مرحلة العيش ليدخل مرحلة.. الحياة. ويُمثِّل د. كيالي الإنسان الأول؛ بأصحاب جهنم، يعيشون، لكنهم لا يحيون، فهم يعيشون على أكل الزقّوم، والشرب من الحميم، لذا يقول فيهم الله تعالي: ﴿الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ.. ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ﴾. *** شرط التمتع بحياة طيبة إذن هو العمل الصالح. والعمل الصالح هو ما يصلح فيه حال الفرد والمجتمع، فالصلاة، على سبيل المثال، هي عمل صالح، لكنها إذا لم تَنْهَ عن الفحشاء والمنكر بقيت عملًا حسنًا.. ولم ترقَ لكي تكون عملًا صالحًا. *** وهكذا.. فالدين ليس مظهرًا، بل ممارسة وأخلاق.. ولكي يحيا الفرد الحياة الطيّبة، لزام عليه أن يكون صادقًا مع نفسه ومع الآخرين، وقبل هذا وذاك مع ربه سبحانه وتعالي. #نافذة: (المرء يأمل أن يعيش وطول عيش قد يضره تفنى بشاشته ويبقى بعد حلو العيش مره).. النابغة الذبياني nafezah@yahoo.com
مشاركة :