وسط حالة الانقسام التي تشهدها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بشأن كيفية إدارة أسعار النفط العالمية من خلال تنظيم المعروض أو الاتفاق على تجميد مستويات الإنتاج، كشفت مصادر مطلعة وجود تغير هائل في الفكر السعودي حيال انخفاض أسعار الخام والتعاطي مع سوق أكثر تنافسية ينهي الاحتكار ويستوعب التطورات. وأشارت إلى أن السعودية تعتقد حاليا أن استهداف مستوى محدد للأسعار بات بلا فائدة لأن ضعف السوق العالمية يعكس تغيرات هيكلية أكثر من كونه اتجاها موقتا. فيما نقلت المصادر عن محافظ السعودية لدى أوبك في اجتماع محافظي المنظمة (الإثنين) الماضي قوله: ينبغي لأوبك أن تدرك حقيقة أن السوق شهدت تغيرات هيكلية، وهو ما يتضح في أن السوق تصبح تنافسية أكثر من أن تكون احتكارية. لكن لفتت إلى أن الماضي قال إنه يعتقد أن العالم تغير كثيرا في السنوات القليلة الماضية لدرجة أن محاولة فعل هذا أصبح أمرا لا طائل من ورائه. ونقلت مصادر مطلعة على المناقشات عن الماضي قوله لنظرائه أثناء الاجتماع: النتيجة الحاسمة هي أنه لن تكون هناك مكاسب مجانية للآخرين بعد الآن، وينبغي لبعض أعضاء أوبك أن يفعلوا أولا ما يطالبون الآخرين بفعله. وذكرت أيضا أن الماضي قال: تطورت السوق منذ فترة الأسعار المرتفعة في 2010ـ 2014، والتحدي أمام أوبك الآن وأيضا أمام (المنتجين) خارج أوبك هو استيعاب التطورات التي شهدتها السوق في الآونة الأخيرة. في حين أوضحت مصادر سعودية أن الشيء المؤكد هو أن المملكة لن تعود قريبا إلى النمط القديم القائم على خفض الإنتاج لدعم الأسعار من أجل مصلحة جميع المنتجين. بينما قالت مصادر مطلعة على الفكر السعودي إنه عندما كان الخام يعتبر موردا نادرا، كانت المملكة تعتقد أن عليها تعظيم إيراداتها في المدى الطويل حتى إذا كان هذا يعني خفض الإنتاج والتخلي عن حصة بالسوق لمنتجين منافسين. وقالت إن السعودية قررت من الأصوب إعطاء الأولوية للحصة السوقية. وقال مصدر مطلع على وجهة النظر السعودية في اجتماع محافظي أوبك: نسبيا، فإن قطاع النفط لم يعد قطاع نمو. يشار إلى أنه في السابق كان انخفاض أسعار النفط يرفع في العادة الطلب العالمي، لكن تزايد كفاءة استهلاك السيارات في الوقت الحالي والتكنولوجيا الجديدة والسياسات البيئية وضعت حدا للنمو. ورغم انخفاض الأسعار إلى مستويات قياسية في العام الماضي فمن غير المتوقع أن ينمو الطلب بأكثر من مليون برميل يوميا في 2016 بما يشكل 1 %فقط من الطلب العالمي.
مشاركة :