الطبيب المدير | د.أيمن بدر كريم

  • 1/15/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يتهافت بعض الأطباء السعوديين على الاستئثار بأكبر قطعة من «كعكة» الإدارة الطبية، ويحاولون جهدهم لبلوغ أرفع المستويات الإدارية في القطاع الصحي، وهنا أختصر وجهة نظري في أسباب وتداعيات ما قد يُسمّى ظاهرة «الطبيب المدير». أولا: يبدو أن البيئة المهْنية في القطاع الصحي السعودي أصبحت طاردة للكفاءات الطبية، نتيجة أنظمة مُهترئة وأوضاع مُتدهورة لا تخفى على المتابعين لهذا الشأن، فهي تنغّص على الطبيب المختص ممارسة مهنته النادرة، وتجعل منها عبئًا كبيرًا في مواجهة خطر الوقوع في أخطاء أو مضاعفات طبية، وإعلام غير مُحايد، وإدارات تنتظر الانقضاض عليه لتجعل منه «كبش فداء»، فلا يجد جهات أو نقابات مهنية تدافع عن مُقدّراته وكرامته، مما أسهم بشكل واضح في تنافس كثير من الأطباء السعوديين على المناصب الإدارية، تجنبًا لصداع ممارساتهم العملية قدْر الإمكان. ثانيًا: أكثر الأطباء المُديرين، وبالرغم من عدم دراستهم فنون وأساليب إدارة المستشفيات، وإلا حصولهم على شهادات إدارية مُعتمَدة، إلا أنهم يستلمون بدلات مناصبهم الإدارية، إضافة إلى رواتبهم وبدلات الندرة والتميّز كاملة حسْب الكادر الصحي، على الرغم من عدم ممارستهم مهنتهم الطبية، ولا قضاء أوقات معتبرة مع المرضى في العيادات أو غرف العمليات، وعدم تحمّلهم مهامّ صحية مباشرة، كمعاينة المرضى وتشخيص حالاتهم وإجراء الفحوصات الطبية لهم، كما يفعل زملاؤهم الأطباء الآخرين الممارسين للمهنة. ثالثًا: من مميّزات «الطبيب المدير»، أنه وعلى الرغم من عدم ممارسة مهنته، إلا أنه ينعم بصلاحية التحكّم بمصير الأطباء الممارسين، وفرض ما يراه مناسبًا عليهم، بما يتوفر لديه من أنظمة بيروقراطية عقيمة، وحماية إدارية مُكتسبة، وسُلطة تُعطيه شعورًا بالزهو والتفوّق، وفرصة «التقرّب» من صانعي القرار، وتجعل من السهل عليه تطبيق ما يراه مناسبًا من الأنظمة الإدارية، وممارسة المزاجية الشخصية والتسلّط الإداري، على من يرأس من الأطباء والموظفين، وبينهم من يفوقه خبرة وعلمًا وفكرًا وإنسانية وأخلاقًا، فبيده إمكانية قهر كل هؤلاء وتهميشهم وترهيبهم، أو تقريب من يراه مناسبًا من «الشلّة»، في ظل قصور الرقابة وتغافل الرقيب. فهل بعد ذلك يُلام «المُدير الطبيب» على التضحية بمهنته الطبية، والتخلّي عن شهاداته الأكاديمية، مقابل مناصب إدارية عالية، يسعى إليها بما توفر لديه من طرق مشروعة أو غير مشروعة؟!! الرأي لكم.. ولا أُعمّم!!. abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :