طبيب مدير أم مدير طبيب؟! | أيمن بدر كريم

  • 7/17/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كنتُ قد تناولت في عدة مقالات ظاهرة الطبيب المدير، وتهافت بعض الكفاءات الصحية والطبية على مناصب إدارية لها إغراءات مادية ومميّزات معنوية ووجاهة اجتماعية، تُخلّصهم من صداع ممارسة مهنة شاقة وحساسة، في ظل مواجهة استياء جمهور غاضب من قصور الخدمات الصحية، ومعاناة أكثر الممارسين من سوء التقدير وقلة الاحترام والعنف اللفظي في بيئة مهنية غير صحية تحف بخطر التعرض لأخطاء ومضاعفات طبية دون دعم ولا حماية مُعتبرة، نتيجة اختلال أنظمة الصحة، وغياب منظومة متكاملة تضمن حقوق المرضى والممارسين الصحيين. وقد أثار اهتمامي قرار وزير الـصحة، معالي الدكتور توفيق الربيعة بمنع الأطباء في وزارته من تولي أي مناصب إدارية بتاتًا، إلا الأطباء أو الفنيين السعوديين الحاصلين على شهادة إدارة أعمال أو إدارة مستشفيات أو إدارة موارد بشرية أو إدارة عامة، وتوجيه جميع الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين إلى ملاكاتهم الوظيفية. والقضية في نظري ليست أن يتولى الإدارة طبيب أو غير طبيب، فوزير الصحة نفسه ليس بطبيب، بل في أن تتولاها كفاءات إدارية بشهادات معتمدة تقوم بتنفيذ خطة مسبقة متفق عليها في مدة محددة ولا يتم لها التجديد إلا بقرار من الوزير نفسه، وبعد أن يتم تقييم أدائها ومحاسبتها على تقصيرها بنهاية الخدمة، ليتم بعد ذلك تدوير المناصب بكفاءات أخرى. وفي السياق نفسه، أقترح تجربة مماثلة لقرار الوزير في القطاعات الطبية التخصصية والعسكرية الأخرى، فبوصف وزير الصحة أيضًا رئيسًا لمجلس الخدمات الصحية، أنتظر أن تحذو القطاعات الطبية الأخرى حذوه، ويتم تنحية الأطباء عن مناصبهم الإدارية الطبية، وتولية فقط من لديه شهادات معتمدة في الإدارة الطبية أو إدارة المستشفيات، وعودة الاستشاريين والاختصاصيين للاهتمام بالمرضى بشكل أساسي ومباشر، عوضًا عن جلوسهم خلف مكاتبهم، وتقاضيهم بدلات الندرة والتميّز بوصفهم أطباء، إضافة إلى بدلات مناصبهم الإدارية، على الرغم من تخلّي معظمهم عن ممارسة مهنتهم!!. في رأيي يتميَّز الطبيب الذي درس فنون الإدارة ومارسها لسنوات بأهلية وكفاءة عالية لإدارة المستشفى وهو الأولى بمناصب الإدارات الطبية عن غيره من كثير من المديرين الفاشلين إداريًا، بوصفه متمكنًا أيضًا من الممارسة المهنية، ومع ذلك أنتظر بشغف نتائج التجربة المثيرة بمنع الأطباء من مزاولة الإدارة، فمع المشكلات المزمنة والقضايا العالقة في القطاعات الصحية المختلفة، يتأمّل كثيرون خيرًا من قرارات سريعة موزونة، ولسان حالهم يقول: «ضجر الركب من عناء الطريق». abkrayem@gmail.com

مشاركة :