لحظةُ الفراغِ يُفتش عنها المنشغل ؛ ليستريح من عناءِ العمل وفوضى زِحام البشر ، وتشتُت الفكر و الحواس.. . بينما يفرُّ المُتوجسُ من فراغهِ ، لاهثاً ؛ لينغمس فكراً وروحاً في العمل ؛ و يخلق من نفسه شخصاً آخر ، بعيداً عن شخصهِ الوجل ، الهش القابل للكسر .. . هارباً من ذلك الفراغ الذي يحيط به ، الذي يظهره بمظهر المتعريّ أمام نفسهُ ، وهو الشعور الأكثر من مخيف ، درجة الرُعب.. . الفراغ القاتل ، الذي يهوي به بقاع سحيق مُمتلئ ظلمة ، لا شيء سوى ذاتهِ ، وهواجس عقلٍ ، وروح تجلدُ نفسها ؛ تأنيباً و تأليباً بين صفحات الماضي العتيق ، وانعكاس الترددِ من مستقبلٍ ضبابِي ، غير مرئي.. . الروح التي تُغرق نفسها بالعمل ولا شيء سوى العمل ، ليس حباً به ، بل هروباً من واقعها المُعتم.. ………………….
مشاركة :