غليان الشارع الأردني المتضامن مع قطاع غزة يفرز هجمات على إسرائيل

  • 10/26/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في 18 تشرين الأول/أكتوبر، تسلّل الشابان حسام أبو غزالة وعامر قواس عبر الحدود بين الأردن والضفة الغربية جنوب البحر الميت وأطلقا الرصاص على جنود إسرائيليين، فأصابا ثلاثة منهم قبل أن يقتلا برصاص الجيش. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في الاردن التي تنظم منذ بدء الحرب تحركات احتجاجية تضامنا مع غزة، أن المهاجمين ينتميان اليها مع تأكيدها انهما تصرفا بشكل فردي. ويقول مدير "مركز القدس للدراسات السياسية" عريب الرنتاوي لوكالة فرانس برس "الشارع الأردني في حالة غليان، وهذه حقيقة لا ينكرها أحد، وبعض الشباب وبالذات من الحركة الإسلامية وحتى القومية واليسارية أصبحوا مقتنعين بأن التظاهرات والاعتصامات لا تكفي". وأضاف أن هؤلاء "يعتقدون أن الموقف الرسمي على مستوى الخطاب ممتاز، لكن الإجراءات العملية دون المستوى المطلوب، فليس هناك إلغاء لأي اتفاقيات أو قطع علاقات أو وقف للتجارة" مع إسرائيل. ولم تصدر عن الحكومة الأردنية أي إدانة رسمية صريحة ومباشرة لأي من الهجومين. لكن رئيس الوزراء جعفر حسان قال عقب الهجوم الأخير "لن نكون ساحة للفتنة أو نقبل المغامرة بمستقبل هذا البلد، ولن نسمح لأي جهة كانت أن تستنسخ نماذج الفوضى والدمار التي حولنا إلى وطننا". من جهتها، قالت الجماعة إن ما حدث جاء "كرد فعل فردي من شباب أردني لم يتحملوا مشاهد الوحشية الصهيونية"، مؤكدة أنها ستبقى في "خندق الوطن". ووقّع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل منذ العام 1994، لكن العلاقات بقيت باردة على المستوى الرسمي ومرفوضة على المستوى الشعبي. ويشكّل الأردنيون من أصول فلسطينية نحو نصف عدد سكان المملكة الذي يزيد عن 11 مليونا. رسالة ويقول المحلّل السياسي لبيب قمحاوي "الهجومان يؤشران الى تفاقم الضغط على المواطن العادي نتيجة إجرام إسرائيل المتزايد والدعم الأميركي العسكري والسياسي المتزايد لها". ويضيف أن الغضب هو على "المستويين الشعبي والرسمي، فالحكومة الأردنية في ضيق من السلوك الإسرائيلي العدواني". ويرى أن "السلوك الرسمي واضح ويحمل رسالة لأميركا وإسرائيل (...)، بأن عمان لا تستطيع أن تقف أمام غضب شعبي متصاعد". ويقول الرنتاوي بدوره "الدولة تراعي نبض الناس ومشاعرهم، فالناس ينظرون لمنفذي العمليات كأبطال وأيقونات". ويقول وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة "المنطقة في حالة غليان وليس فقط الشارع الأردني، لكن طبيعة تركيبة الشارع الأردني وحتى الدولة الأردنية أكثر تفاعلا مع ما يجري في فلسطين". وفور تنفيذ أبو غزالة وقواس عمليتهما، تناقل أردنيون بفخر مقطعي فيديو لهما نشرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات من هجومهما، يتبنيان العملية ويسمي كل منهما نفسه ب"الشهيد الحي". في الثامن من أيلول/سبتمبر، أطلق ماهر الجازي (39 عاما) النار من مسدسه عند معبر اللنبي/جسر الملك حسين بين الضفة الغربية والمملكة، في هجوم أدى الى مقتل ثلاثة حرّاس إسرائيليين. ثم قُتل. وبمجرد إعلان هويته، ساد شعور من الفخر والفرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووزّع أردنيون الحلوى في الشوارع واحتفل المئات بألعاب نارية في عمان. والجازي عسكري متقاعد، وابن قبيلة الحويطات الأردنية العريقة، متزوج ولديه خمسة أطفال. وعبّر والده ذياب الجازي عن افتخاره بما فعله ابنه. وقال لوسائل إعلام محلية "أعتزّ وأفتخر بأني ربّيت شبلا وبطلا نفّذ عملية استشهادية دفاعا عن الإسلام والعروبة". ويقود الأردن جهدا دبلوماسيا مكثفا من أجل وقف الحرب في غزة، مع سعيه للحفاظ على أمن واستقرار المملكة التي تشهد تظاهرات احتجاجية منذ اليوم الأول للحرب، تدعو إلى إلغاء معاهدة السلام مع اسرائيل. مزاج عام وعلى خلفية موقفها من الحرب في قطاع غزة، تصدّرت الحركة الإسلامية المعارضة في الانتخابات النيابية التي جرت في أيلول/سبتمبر الانتخابات، وحصلت على 31 مقعدا من مقاعد مجلس النواب ال138. وقال وائل السقا، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لتلفزيون "المملكة" الرسمي بعد تنفيذ عملية البحر الميت "حتى لو كان (المنفذان) عضوين في جماعة الإخوان المسلمين، فهذا لا يرتّب أي مسؤولية عليهم (على الجماعة)، إلا إذا كان هذا العمل منظما من قبلهم". وأوضح أنهما "مواطنان كأي مواطن، أنا أجوع كأي مواطن. كوني في حزب ما لا يختلف جوعي (...). عندما أتأثر بما يحدث في فلسطين، لا فرق من أي عشيرة أنا وفي أي بلد وأي مدينة، هو شعور شخصي ظهر بتصرف عفوي قاما به". ويرى قمحاوي أن "هناك أشخاص يعتبرون أن الهجمات باتت الطريقة الوحيدة للتعبير عن دعمهم للأهل في فلسطين أو للأهل في لبنان" الذي توسّعت اليه الحرب منذ شهر بين إسرائيل وحزب الله. ويقول المعايطة إن الهجومين "وإن كانا فرديين، لكنهما يعبران عن مزاج عام فيه حالة إحباط وخيبة أمل تجاه صمت العالم على ما يجري" في قطاع غزة ولبنان.

مشاركة :