في زيارة حديثة إلى منطقة التعاون المصرية الصينية المشتركة التي شيدتها شركة التطوير الصناعي الصينية العملاقة ((تيدا))، في منطقة العين السخنة بمحافظة السويس بالقرب من قناة السويس الحيوية في مصر، أشاد ممثلو العديد من الأحزاب السياسية المصرية بمساهمة تيدا في التنمية الصناعية المصرية. وتستضيف منطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، التي أنشأتها شركة تيدا في العام 2008، حاليا 180 شركة أسست أعمالا تجارية ومصانع في المنطقة بإجمالي استثمارات تزيد عن 3 مليارات دولار أمريكي، ما جلب لمصر حوالي 450 مليون دولار من المدفوعات الضريبية منذ إنشاء المنطقة. وقام بالجولة داخل منطقة تيدا وعدد من المصانع الصينية المقامة بها وفد من ممثلي بعض الأحزاب المصرية المعروفة، منها حزب حماة الوطن، وحزب المصريين الأحرار، وحزب الوفد، والحزب الاشتراكي المصري، وحزب العدل. وقال عمرو سليمان المتحدث الرسمي باسم حزب حماة الوطن إن تيدا "ترجمة حقيقية" للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، وتجسيد لمبادرة الحزام والطريق الصينية للتنمية المشتركة، ومساهمة في تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. وأضاف السياسي المصري لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ما رأيناه اليوم من حجم الأعمال الموجودة على مساحة تزيد على 7 كيلو مترات مربع، والشركات الصينية الموجودة في منطقة تيدا، ونقل التكنولوجيا إلى مصر، هو ما كنا نأمله ونتطلع إلى التعاون فيه مع الصين، وهو يحدث الآن". وتبلغ مساحة منطقة تيدا الإجمالية 7.34 كيلو متر مربع، مقسمة إلى منطقتين، المنطقة الابتدائية على مساحة 1.34 كيلو متر مربع والمنطقة التوسعية على مساحة 6 كيلو مترات مربع. وتم البدء في بناء وتطوير المنطقة الابتدائية في العام 2008 والانتهاء في العام 2014، بينما بدأ إنشاء المنطقة التوسعية في العام 2016 وتم تطوير مساحة تبلغ حوالي 4.5 كيلو متر مربع منها حتى الآن وأقيم فيها بالفعل عدد من المصانع. "وحتى نهاية سبتمبر 2024، قد تم جذب حوالي 180 شركة مستثمرة إلى المنطقة، وقد تجاوز حجم الاستثمار الفعلي 3 مليارات دولار، وبلغ حجم المبيعات أكثر من 4.6 مليار دولار، والمدفوعات الضريبية 450 مليون دولار"، وفقا لتساو هوي العضو المنتدب لشركة (تيدا - مصر) لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة. ونوه تساو أن منطقة تيدا وفرت ما يقرب من تسعة آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 80 ألف فرصة عمل غير مباشرة في مصر. وأضاف "تعتبر منطقة تيدا للتعاون نموذجا ناجحا ضمن خارطة الحزام والطريق الصينية وخارطة تطوير محور قناة السويس على حد سواء، ويرجع ذلك إلى موقع مصر الاستراتيجي والعلاقات المتميزة بين كلا البلدين". ومن بين المصانع التي أقيمت في المنطقة التوسعية الجديدة لدى تيدا، والتي تبلغ مساحتها 6 كيلو مترات مربع، هو مصنع شركة ميديا الصينية للأجهزة المنزلية، والتي تنتج حاليا نحو 120 ألف غسالة أطباق و500 ألف مقلاه هوائية سنويا، يتم تصنيع 70 في المائة من مكوناتها محليا في مصر، بحسب مدير الموارد البشرية المصري بشركة (ميديا مصر) إسلام الشامي. وخلال الجولة داخل مصنع ميديا، وصف علي عبد الودود عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الوفد، منطقة تيدا بأنها "واعدة جدا" ومساهمة إيجابية في التنمية الصناعية في مصر. وقال عضو حزب الوفد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أرى أن منطقة تيدا واعدة جدا، هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها المنطقة ولكن لم أكن أتخيل أنني سأجد مثل هذا الحجم الكبير من الصناعة، لقد فوجئت بمنتجات قد تكون لدي في المنزل ولم أكن أعلم أنها يتم تصنيعها هنا". وأضاف عبد الودود "إنها انطلاقة قوية جدا وغير عادية للتعاون المصري الصيني في مجالات الاستثمار والصناعة في إطار مبادرة الحزام والطريق، حيث أنني رأيت اليوم شركات صينية رائدة جدا موجودة في المنطقة". وقام الزوار أيضا بإلقاء نظرة على مصنع شركة جوشي الصينية العملاقة لإنتاج الفايبر جلاس (الألياف الزجاجية) التي تعمل في المنطقة الابتدائية لدى تیدا منذ حوالي 12 عاما. وقال ما شين ياو نائب المدير العام لشركة (جوشي مصر) لـ((شينخوا))، "لدينا إجمالي أربعة خطوط إنتاج بطاقة إنتاجية تبلغ 360 ألف طن من الألياف الزجاجية سنويا، ويبلغ إجمالي استثماراتنا في جوشي مصر حوالي مليار دولار، ونصدر 95 في المائة من إنتاج مصنعنا في مصر بينما يذهب 5 في المائة إلى السوق المحلية".
مشاركة :