المراوح: من قال إن المرأة لا تتحول إلى وردة!

  • 1/16/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعد الرقص من أقدم اللغات الإنسانية على الأرض باعتبار أنه كان إحدى الوسائل التواصلية بين الإنسان والطبيعة، حيث تقول الحكمة اليابانية الشهيرة: "من لا يرقص لا يعرف بعد كيف يتحدث إلى الأشياء بطريقة خاصة" إشارة في هذه الحكمة إلى أن الرقص هو وسيلة تواصلية مع الكائنات الحية سواء كانت من الجنس البشري أو من غيره، إنها وسيلة تم استخدامها في أقدم الحضارات كسلوك يحضر في الأحداث المهمة ك (الموت، الولادة، ووقت نزول المطر، وقت حصاد الأرض وزراعتها). ومثل أي بلد له قيمته الحضارية، تأتي "رقصة المراوح" في كوريا مرتبطة بتقاليد جميلة وبألوان زاهية، حيث إن تاريخ هذه الرقصة يعود إلى ما يقارب خمسة آلاف سنة قبل ميلاد عيسى المسيح كما تشير بعض المصادر، لتستمر هذه الرقصة حتى الآن، حيث ترتدي النساء الكوريات ثيابهن المزركشة ليجتمعن في حلقات فنية تأخذ أشكالاً متنوعة بعد أن يحملن مراوحهن الخاصة المصنوعة من الورق والشمع والمزخرف بدقة متناهية، ليقمن بحركاتهن ببراعة وتناسق كما تفعل الفراشات في موسم الربيع أثناء الطيران بنعومة فائقة. تقوم رقصة المراوح على معنى جوهري يعطي دلالة، تشير على أهمية التكاتف الاجتماعي بوجهه الوجداني والشعوري من خلال اختيار المرأة لتقوم بهذه الرقصة وليس الرجل، كذلك إعلاء وإبراز قيمة الفرح الشعبي ويبرز ذلك من خلال نوعية الألوان المستخدمة والثياب المزركشة وأهمية المرونة في العلاقة الإنسانية لما تحتويه هذه الرقصة من تمايل دافئ يزرع بداخل المتلقي نوعاً من المجاز اللذيذ والرغبة الملحة في التسامح مع هذا الكون والعلاقات الإنسانية. وعن تاريخ المراوح فإن اكتشافه يعود إلى تاريخ قديم جداً، حيث تحيل بعض المصادر اكتشافه إلى تلك الفترة التي كان الإنسان يسكن في الكهوف المظلمة في قمم الجبال والمرتفعات، وعندما كان يخرج ذلك الرجل البدائي أثناء الفترة الصباحية لاحظ أن تحريك ورق الشجر أثناء الاستظلال يحدث تياراً هوائياً ناعماً يخفف من حرارة الجو وسطوة الشمس. أما بعض الأساطير اليابانية فإنها ترد اكتشافه إلى قصة تقول إنه في أحد الليالي دخل خفاش أحد المنازل؛ فظل رب المنزل وراءه حتى أصابه، وعندما سقط الخفاش على الأرض مصارعاً بجناحيه قبضة هذا الرجل لاحظ وجود تحركات هوائية بسيطة أحدثها الخفاش أثناء المنازعة، لتطرأ على رب الأسرة فكرة أن يصنع مروحية من الورق مثل جناحي الخفاش لتمكنه هو وزوجته وأولاده من التغلب على حرارة موسم الصيف حيث إن الحرارة سابقاً كانت تصل إلى ما يقارب 45 درجة حرارية كما تشير المصادر الجوية. بما أن المراوح لا تستخدم فقط في الرقص، فلذلك يدخل فى صناعتها خامات كثيرة ، تختلف من نوع لآخر ومن بلد لآخر، فهناك مراوح تصنع من الخشب وبخاصة الأخشاب الثمينة التي تشتهر بليونتها ورائحتها الذكية التى تميزها مثل خشب الصنوبر، أو تصنع من الصدف أو العاج المطعم بالأحجار الكريمة أو المزخرف أو المفرغ، كما يدخل فى صناعتها ريش الطيور والقماش المطرز أو المرسوم أو المصنوع من الدانتيل.

مشاركة :