تسببت الأمطار والرياح في مدينة غزة بغرق وتلف في خيام النازحين، مما أدى إلى زيادة المعاناة التي يتكبدها السكان الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل بعيدا عن منازلهم التي نزحوا منها، بسبب الحرب في قطاع غزة. وقال جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان إنه "بسبب الأمطار تضررت خيام النازحين في كل من مخيم إيواء ملعب اليرموك ومنتزه بلدية غزة ومخيم الشاطئ والخيام المقامة في المدارس في مدينة غزة". وأضاف البيان "أننا أمام مشهد إنساني كارثي إذا استمر النازحون في المخيمات على هذا الحال، لاسيما في ظل تلف كثير من خيامهم وعدم صلاحيتها للإيواء". وأعرب الجهاز عن خشيته من تفاقم الأوضاع مع بدء موسم الشتاء. ونزح أكثر من 340 ألف شخص من شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة منذ اندلاع الحرب، وتقول وكالات الأمم المتحدة إن معظمهم يعيشون في حالة صعبة وفقر مدقع. ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء لمنازل أقربائهم أو منازل خالية من أصحابها، فيما يلجأ الغالبية منهم لإقامة خيام في الشوارع والمدارس، في ظل ظروف إنسانية صعبة. وقال رجب أبو وردة الذي نزح من جباليا إلى غزة، "لا ينقصنا سوى الأمطار لتزيد بؤسنا وتزيد الطين بلة لنكون في هذا الوضع الكارثي". ويعيش أبو وردة مع أسرته المكونة من 15 فردا في خيمة مؤقتة أقامها في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة. وقال هو وبعض السكان الآخرين إن الأمطار والرياح جعلت من حياتهم جحيما لا يطاق، حيث غمرت المياه خيامهم وأمتعتهم ويستحيل النوم عليها أو استخدامها. وانهمك نازحون آخرون بالانتقال إلى أماكن أخرى بحثا عن مناطق جافة بعيدا عن المياه التي تجمعت حولهم. وتقول حليمة ابو رحمة، فلسطينية نازحة من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة وتعيش في خيمة في أحد مدارس الأونروا في مخيم الشاطئ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تبللت جميع الأمتعة الخاصة بأطفالي وسوف يضطرون للوقوف طوال الليل بدلا من النوم في فراشهم والحصول على الدفء اللازم". وتضيف "نحن نعيش أسوأ مأساة في العالم فنحن نعاني من القصف والموت والخوف وحاليا من فصل الشتاء والأمطار والبرد والجوع ولا نعرف ما الذي سنعاني منه بعد". ويشن الجيش الإسرائيلي حربا واسعة النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وذلك عقب تنفيذ حركة حماس وفصائل فلسطينية مسلحة هجوما عسكريا مباغتا على البلدات الإسرائيلية المحاذية للجيب الساحلي وقتل حوالي 1200 شخص وأسر ما يقارب 250 بحسب إحصائيات إسرائيلية. ومنذ ذلك الوقت، دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 85 في المائة من البنية التحتية في قطاع غزة وعدد كبير من المباني السكنية، بحسب ما أعلن عنه المكتب الإعلامي الحكومي في وقت سابق. وأشار الدفاع المدني إلى أن السكان الذين يعيشون في مناطق منخفضة ينتظرون "كارثة حقيقية" في حال تعرضت مناطقهم إلى مياه الأمطار في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع. وحذر محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني من وجود خشية حقيقية من انهيارات في المنازل والمباني التي نزح إليها السكان والتي تصدعت وأصابها الأضرار الجسيمة جراء القصف الذي تعرضت له مناطقهم. ودعا بصل المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة قبل فوات الأوان ومساعدتهم ومدهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الشتاء. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حماس في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 44 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، إضافة إلى احتجاز رهائن.
مشاركة :