أعلنت كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية أن «القانون الأميركي الذي صدر أخيراً وتلتزم المصارف اللبنانية العمل بموجب أحكامه، قانون مرفوض جملة وتفصيلاً لأنه يؤسس لحرب إلغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف، فضلاً عن كون التزامه مصادرة للسيادة اللبنانية النقدية». ورأت بعد اجتماعها برئاسة محمد رعد أن «التعاميم التي أصدرها أخيراً حاكم المصرف المركزي (رياض سلامة) وفقاً للقانون الأميركي السيئ الذكر، هي انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الأميركي النقدي على بلادنا، ومن شأنها أن تزيد تفاقم الأزمة النقدية وتدفع البلاد نحو الإفلاس بسبب ما سينتج من قطيعة واسعة بين اللبنانيين والمصارف، ما يعرض البلاد لانهيار نقدي خطير ولفوضى عارمة غير قابلة للاحتواء». ودعت الحاكم الى «إعادة النظر في تعاميمه الأخيرة لتتوافق مع السيادة الوطنية»، وطالبت الحكومة بـ «اتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي التداعيات الخطرة». ولفتت الكتلة الى «ان الحل الواقعي للأزمة السياسية في لبنان يقتضي أولاً عودة الجميع الى التطبيق الكامل لوثيقة الوفاق الوطني من دون أي استنساب أو انتقاء، وثانياً إقرار قانون انتخاب تمثيلي صحيح وعادل وفاعل يعزز الوحدة الوطنية والعيش المشترك ويعتمد المناصفة والنسبية الكاملة في لبنان كدائرة واحدة أو بضع دوائر موسعة»، مشيرة الى أن «التهرب من إقرار هذا القانون الأمثل تحت أي ذريعة ليس له ما يبرره على الإطلاق خصوصاً بعد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية أخيراً»، ومعتبرة أن «الهواجس التي تنتاب المسيحيين بالنسبة الى وجودهم، خصوصاً بعد الذي جرى عليهم في العراق وسورية على أيدي الارهابيين التكفيريين، لا سبيل الى تبديدها إلا بتعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك والمناصفة والشراكة وتتحقق من خلال اعتماد النسبية الكاملة في قانون الانتخاب المأمول». نصر الله الى ذلك، قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في «يوم جريح المقاومة الإسلامية»، إن «هؤلاء الجرحى الذين قاوموا المشروع الصهيوني يقاومون اليوم مشروعاً شبيهاً للصهيوني هو المشروع التكفيري». وإذ لفت إلى أن «الإنكليز ومن خلفهم الغرب جاؤوا بالعصابات الصهيونية وبالإرهاب وأقاموا الكيان الإسرائيلي للسيطرة على كل منطقتنا، تجري اليوم نكبة مشابهة من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين الذين جاؤوا بمنظمات إرهابية تكفيرية متوحشة إلى منطقتنا لتدمير بقية روح المقاومة وإرادتها». وأكد أن ما يجري في المنطقة «ليس معركة بين السنة والشيعة ولا معركة المسلمين في ما بينهم، بل هو تدمير روح الصحوة من خلال الجماعات التي أتوا بها». وتطرق نصرالله إلى الاستحقاق البلدي، فقال: «أنجزت المرحلة الأولى من الانتخابات بنجاح». شاكراً «التعاون الشعبي والحزبي المسؤول الذي نأمل بأن يستمر». وتابع: «نقول للذين كانوا في لوائح مواجهة لنا في البقاع أو في المراحل الأخرى إننا لا نعتبرهم أعداء إنما هم أهلنا. والمجالس البلدية حيث لنا وجود ستكون بخدمة الجميع، وهذه أمانة وسنتحملها». ولفت إلى أن «الانتخابات البلدية وعلى رغم أنها إنمائية لها لون سياسي، يعني أن هناك تحالفات ستركب، قررنا أن تكون تحالفاتنا منسجمة مع خطنا السياسي العام، أما الخصوم السياسيون، فلم يبقوا أي سيف أو قلم أو تلفزيون إلا وشوهونا، فلماذا يجب أن نتحالف معهم». وقال: «هذا ليس اعتراضاً على خيار حلفائنا. قررنا أن نتفهمهم، التيار الوطني الحر يريد التحالف مع القوات أو المستقبل، لا اعتراض، وكذلك الأمر مع حركة أمل وتحالفاتها، نتفهم حلفاءنا وتحالفاتهم، ونؤكد أننا ملتزمون مع حلفائنا لكننا لسنا ملزمين مع من يتحالفون، حزب الله ملتزم مع التيار باعتبار التفاهم معنا، لكنه ليس ملزما مع القوات أو الكتائب، إذا كان خصماً سياسياً. نحن لا نتخلى عن صديق وندفع الدم من أجل الالتزام. لا نلتزم بتحالفات حلفائنا. هذا ما حصل وسيحصل في مراحل الانتخابات». وأضاف: «في ما خص بيروت، كل ما يحصل من سجالات وقراءات لا دخل لنا فيه، قيل لنا إنه يتم تركيب «لائحة البيارتة»، قررنا أننا لا نريد التحالف مع خصم سياسي، حلفاؤنا رأوا أن لا مشكلة في التحالف مع الأخصام، ولا مشكلة لنا في ذلك. حيثيتنا كانت سياسية. لا نمرر رسائل لا من فوق الطاولة ولا من تحتها. لم نشكل لائحة ثانية ولم ندعم أي لائحة لأننا لا نريد أن نكون في مواجهة حلفائنا ولا يمكننا جمع اللوائح الأخرى في لائحة واحدة». وإذ لفت إلى أن «فرصة الفوز صعبة وإلهاب المعركة سيتم سوء الاستفادة منه في التحليل الطائفي والمذهبي، لذلك ابتعدنا من المشكل، ولم نقل للناس أن يقاطعوا بل قلنا إنهم أحرار في اختيار من يريدون». وتابع: «أما في انتخابات زحلة فلم نرشح أحداً من الحزب، وتمنينا أن يتحالف حلفاؤنا، لكن تفرقوا في لوائح ثلاث، الاعتكاف أو ترك الانتخابات كان سيؤدي إلى تحميلنا المسؤولية، إلا أننا وزعنا الأصوات. البعض من الأصدقاء في التيار قال إنه كان على الحزب دعم لائحة الأحزاب، لأننا في اللائحة، إلا أن هذا التوقع خطأ ونؤكد أننا ملتزمون معكم لا مع حلفائكم».
مشاركة :