تتحدّث أوساط معارضة في العاصمة السودانية الخرطوم عن زيارة وشيكة لرئيس الوساطة الأفريقية رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي إلى السودان يعتزم خلالها الدفع بمقترحات جديدة تمكن المعارضة من اللحاق بخريطة طريق التي وقعتها الوساطة والحكومة في اديس ابابا مارس الماضي.. بينما تحفظت عليها المعارضة بشقيها السياسي والمسلح.. في وقت بدت الخرطوم، المنهكة بفعل الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة، يائسة من تحقيق اختراق حـــقيقي بين الحكومة ومعارضيها يوقف الحرب الدائرة الآن على أكثر من جبهة. واستبق أمبيكي المواجه الأول بضغط حكومي شديد لإحالة تقريره إلى مجلس الأمن طمعاً في ضرب العلاقة التي تراها مميزة بين معارضيها والمجتمع الدولي زيارته للخرطوم بوضع استفسارات بشأن النقاط الثلاث المختلف عليها والمتعلقة بمؤتمر الحوار الوطني ومشاركة القوى السياسية من غير المشاركة في حوار اديس ابابا بغرض إيجاد فهم مشترك يمكن المعارضة من التوقيع على الخريطة الموصوفة من قبل رئيس وفد الحكومة لحوار دارفور د. أمين حسن عمر بأنها مجرد جداول زمنية لبدء عملية الحوار. وفيما رأى زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي في وقت سابق أن الخلافات محدودة وإجرائية ويمكن التوصل فيها لتفاهمات.. قال أمين لـالبيان إن المعارضة مطالبة بحسب القرارات الدولية وقرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي بالتوقيع على الخارطة حتى يشرع الجميع في عملية الحوار. قصّة ثقة وبدا أمين متفائلاً إزاء لقاء دعا له رئيس لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور أحمد بن عبدالله آل محمود نهاية الشهر الجاري حركات دارفور. وقال إنّ اللقاء يتم في إطار وثيقة الدوحة التي وقعت بين الخرطوم وبعض الحركات الدارفورية المسلحة.. مشيراً إلى أن الجميع يعلم أن وثيقة الدوحة هي أساس الحل. بينما يقول قيادي معارض، فضّل عدم الإشارة إلى اسمه، إنّ الخلافات مع الحكومة لا علاقة لها بما هو مكتوب ومنصوص عليه وإنما هي قصة ثقة، فالمعارضة لا تثق في جدية الحكومة ولا ترى فيها شريكاً جاداً في وإنما تسعى كعادتها لكسب الوقت.. لافتاً إلى الأزمات التي تعاني منها البلاد. وبشأن زيارة أمبيكي وإمكانية توقيع القوى السياسية على خريطة الطريق، قال المعارض السوداني لـالبيان إنّ أمبيكي بات الآن كرجل لا يجيد السباحة ويريد السير على الماء. لكن القيادي في حزب الأمة المعارض مبارك الفاضل الذي بدأت أخيراً علامات تقارب بينه والحكومة كشف للصحافيين، يوم الأحد الماضي، عن قيادته مبادرة لدفع جهود التسوية السياسية السلمية في البلاد، وأكد أنه سيلعب دور الوسيط لربط جهود الحوار الداخلي وخريطة الطريق الأفريقية ومفاوضات أديس أبابا. وزاد الفاضل، الذي يخوض حرباً مكشوفة مع زعيم الحزب الصادق المهدي، القول إن الحوار الداخلي الذي انطلق في أكتوبر الماضي اكتمل ويمكن اعتباره جزءا أول لحين قيام المؤتمر التحضيري ليكون بمثابة جولة ثانية للحوار. وأوضح أن لقاءه بمساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود حامد، الذي جرى الأسبوع الماضي، لم يكن وليد اللحظة، وإنما نتيجة جهود واتصالات بدأت قبل ستة شهور. حوار شامل وكان اللقاء نفسه دفع حــزب الأمة القومي بقــــيادة الصـــادق المهدي للتبرؤ من عضوية مبارك الفاضل واتهامه بلعب دور المنسق مع الحكومة السودانية للنيل من حزب الأمة والتشويش على مواقفه. وكشف عن اتفاقه مع الحكومة لتكوين آلية من القوى السياسية تدفع بالجهود وتعمل على تذليل العقبات وجمع الصف، معلناً عن قيام ورش عمل لمناقشة القضايا الخلافية. وبينما اصطف صحافيون وناشطون حول مذكرة صاغوها اعتراضا على القصف الحكومي لقرية هيبان التي قتل فيها أطفال، أشار الفاضل الذي يعد أول من أيد خريطة الطريق إلى أنها لبت كل الطموحات وقدمت الضمانات لكل الأطراف، وقال إنها ستوقف الحرب وتفتح نافذة جديدة للعمل السياسي. واعتبر أنّ تحفظات المعارضة على الخريطة حول الضمانات تمت الإجابة عنها من قبل الحكومة، كاشفاً عن إرسال الحكومة خطاباً إلى الآلية الأفريقية رداً على تحفظات المعارضة أكدت التزام الحكومة الكامل بتنفيذ مخرجات لقاء لجنة 7+7 المنبثقة عن مجموعة باريس في أديس أبابا على أن يكون الحوار الداخلي شاملاً لكل القوى السياسية الداخلية.
مشاركة :