الرياضة ليست مقتصرة على كرة القدم فقط، ولو أن هذه الكرة المستديرة هي لغة الشعوب وساحرتهم رياضيًا، لذا اهتمت الدولة، رعاها الله، منذ الأزل بالرياضة وشؤونها، فلم تغفل هذا النشاط الذي يتمثل في الشباب، فكانت البداية متواضعة لقلة الإمكانات في ذلك الوقت، حيث كانت في بدايتها تحت مظلة (مقام وزارة الداخلية)، ثم وزارة المعارف - ثم وزارة الشؤون الاجتماعية عند إنشائها، حتى أصبحت رئاسة مستقلة بكيانها أخذت مسمى (الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتولاها أول رئيس لها هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، غفر الله له، عليه سحائب الرحمة والمغفرة إن شاء الله ومرجعها في ذلك الوقت رئيس مجلس الوزراء الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وغفر له إن شاء الله، فنهضت هذه الرئاسة بقائدها ورجالها المخلصين فدبت المناشط في جميع مجالات الرياضة «كرة القدم - الطائرة - السلة - ألعاب القوى - تنس الطاولة - التنس الأرضي». فأصبح ديوان هذه الرئاسة وأروقتها مثل خلية النحل حيث يعج بالموظفين والمختصين كل في مجال عمله، وقد كانت المنافسة المحلية بين الفرد في الدوري بمختلف شرائحه في أوجها من المنافسة بين مختلف الفرق المحلية في وسط المملكة وشرقها وغربها، الكل يعمل من هؤلاء اللاعبين من أجل اللعب الذي يرجون فيه تحقيق البطولات لهذه الفرق والكل يعتمد على اللاعب المحلي ونادرًا ما تجد لاعبًا أجنبيًا في هذه الفرق إلا لاعب الهلال (ريفلوني) ويسميه البعض (ريفو) وانتقل هذا الوهج إلى المنافسات العربية وخصوصًا (دورة الخليج العربي) الدول السبع في ذلك الوقت وحققنا منها ما يمكن تحقيقه من البطولة، ثم انتقلنا إلى كأس آسيا بمدرب (وطني) (الزياني) وحققنا بطولة ثم بطولة أخرى في هذه المنافسة وصرنا على هذا المنوال وبهذا الحماس في الأعوام التي تلت. وتولى بعد ذلك هذه الرئاسة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) أصحاب السمو الملكي (سلطان بن فهد - نواف بن فيصل - عبدالله بن مساعد) والدولة ما زالت تدعم هذا القطاع في ميزانيتها السنوية مثلها مثل القطاعات والمؤسسات الحكومية الأخرى لأن الدولة تعرف وحريصة على تنشئة شبابها الذين يشكلون أكثر من 65 في المائة من التركيبة السكانية بتنشئهم التنشئة الرياضية السليمة التي تتفق مع مبادئنا وعقيدتنا الإسلامية الصحيحة وليس في كرة القدم فقط وإنما في جميع مجالات وشرائح هذه الرياضة فزادت من إنشاء الأندية الرياضية التي وصلت إلى نحو (170) ناديًا متفرقة على مناطق المملكة المختلفة التي شعارها (رياضي - ثقافي - اجتماعي)، التي مع الأسف لم تفعل هذه الأنشطة إلا بالنزر القليل مع التركيز على النشاط الرياضي ولو أنه مطلوب أكثر ومدت هذه الأندية بالمساعدات المادية والمعنوية ولكن في السنوات الأخيرة أخذت الرياضة وخصوصًا كرة القدم في الأندية تتراجع والذي أهم من ذلك كله تراجع منتخبنا الوطني إلى الوراء وتصنيفه من قبل (الفيفا) بدرجة متدنية عامًا بعد عام وما ينطبق على هذا المنتخب ينطبق على بعض الأندية إن لم يكن أكثرها بعد أن كان يشار إليها بالبنان ومن الفرق الكبيرة قل عطاؤها وكثر الاحتراف من دون ضوابط وزج ببعض اللاعبين الأجانب الذين يتقاضون الملايين في مرتباتهم الشهرية والسنوية وليسوا على مستوى الاحتراف واللعب الفني والمهارة الرياضية في كرة القدم، فأصبحت بعض هذه الأندية محملة بالديون ولجأت إلى الاقتراض من بعض البنوك وأندية أخرى لم يسمح لها بذلك لعدم توفر الضمانات المالية، فالدولة، أعزها الله، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية لم تغفل هذا المستوى المتأخر في رياضتنا وخصوصًا من يمثلنا في المحافل الدولية وهو (منتخبنا الوطني) من أجل رفع اسم الدولة السعودية التي تحمل علمها الأخضر (الموشح) بكلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فهي تراقب وتعرف وتتطلع على كل صغيرة وكبيرة في مجال الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة وهذا ممثل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى رأسها رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد فهو ينقل هذه المواقف وهذه الأحداث إلى قائد مسيرتنا الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يقدر ويعزز ويدعم كل ما يفيد في تنمية المواطن السعودي لأن التنمية نتيجة منه وإلي(ويردد - حفظه الله- في أكثر من مناسبة أن هدف التنمية هو المواطن السعودي). ومن ضمن هذه التنمية تنمية المواطن في المجال الرياضي، لذا أمر - حفظه الله- بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى (الهيئة العامة للرياضة) من أجل أن تكبر مظلتها الرياضية وأن يكون لها نشاط وصلاحيات أكثر بما يدفع بالرياضة عامة وكرة القدم خاصة في جميع مرافقها وفي جميع مناطق المملكة والتركيز على الفئات السنية من الشباب بتدريبهم وتطويرهم واحتوائهم سواء في الأندية الرياضة كافة أو في المدارس خاصة في المرحلة المتوسطة والثانوية لعلنا إن شاء الله نحتفل في المحافل الدولية لرفع اسم المملكة عاليًا كما رفع اسمها بعض شبابنا في بعض ألعاب القوى وشرفوا اسم المملكة بهذه الألعاب والحصول على الميداليات الذهبية وبعد إنشاء هذه الهيئة سوف يكون إن شاء الله الدعم المادي والمعنوي والتشجيع أكثر من قبل الدولة أعزها الله وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين. خاتمة شعرية من شعر أبو بكر سالم الفقيه: (يا بلادي واصلي والله معاك) (واصلي وحنا وراكِ واصلي الله يحميك).
مشاركة :