استعادة 14 ألف قطعة أثرية سعودية

  • 1/16/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جدة: أسماء الغابري نجحت الأجهزة السعودية المختصة في استعادة 14 ألف قطعة أثرية من خارج البلاد، في وقت بلغ فيه بحسب معلومات رسمية عدد القطع الأثرية المستعادة من الداخل والخارج 17 ألف قطعة أثرية. وأكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية في بيان أن استعادة الآثار الوطنية من الداخل والخارج من أبرز اهتماماتها، مشيرة إلى وجود آلاف القطع الأثرية بين أيدي المواطنين والمقيمين داخل المملكة، إضافة إلى عدد من القطع التي وجدت طريقها إلى خارج المملكة بطرق غير مشروعة. ويأتي إعلان الهيئة تزامنا مع افتتاح الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، مساء اليوم، مهرجان جدة التاريخية الأول، بحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. ووفقا لتقرير الهيئة بمناسبة موافقة مجلس الوزراء السعودي هذا الأسبوع على مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري، تعمل الهيئة على استعادة هذه الآثار من الداخل والخارج وفق الأنظمة والاتفاقات المحلية والدولية، وقد وضعت الهيئة آلية لاستعادة القطع والآثار الوطنية، حيث أنشأت وحدة لاستعادة الآثار الوطنية المنقولة إلى الخارج، كما شكلت بموافقة من المقام السامي لجنة لمتابعة استعادة الآثار الوطنية. وبحسب التقرير، أطلق رئيس الهيئة حملة استعادة الآثار الوطنية، بدعم وتبنٍّ من خادم الحرمين الشريفين الذي أصدر أمرا كريما برعايته الشخصية لمعرض الآثار الوطنية المستعادة، وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» 1433هـ، موضحا أن تلك الجهود أثمرت عن استعادة أكثر من 17 ألف قطعة أثرية، منها 14 ألف قطعة أثرية من خارج المملكة، بعضها مضى على اختفائه 50 عاما. وبالعودة إلى مهرجان جدة التراثي فإن الفعاليات تستمر عشرة أيام، يتخللها أكثر من 46 فعالية تحاكي ما كانت عليه جدة قديما، في مسار بطول كيلومتر واحد يحتوي على «الأسواق الشعبية، والحرف اليدوية، والفنون، والفلكلور الشعبي، ومعرض الأسر المنتجة، والمطاعم الشعبية، ومعرض الفن التشكيلي، والمسرحيات الثقافية، ومعرض الكتاب، والمتاحف، ومعرض الصور القديمة»، إضافة إلى الفعاليات الترفيهية وفعاليات الأطفال والمقاهي الشعبية والعروض المرئية، والعروض الواقعية المختلفة التي تعرض بشكل يومي طيلة أيام المهرجان. وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أهمية مهرجان جدة التاريخية بعده إعلانا عن مرحلة انتقالية مهمة، وكونه يمثل امتدادا لاهتمام الدولة بالعناية بالتراث الوطني، وشاهدا على ما حظيت به محافظة جدة من رعاية بتاريخها وإسهامات أهلها في بناء الوطن، خصوصا أن المهرجان يأتي تجسيدا للحياة التي تكونت من منظومة من القيم والأصالة التي طبعت منطقة جدة التاريخية وأبقتها شامخة عبر الزمن. وأوضح أن جدة التاريخية حظيت باهتمام الدولة منذ أن نزل بها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1925، الذي اتخذ أحد بيوتها سكنا له لمدة عشر سنوات، وتوالت الرعاية الكريمة من الدولة خلال عهد الملك سعود وعهد الملك فيصل، حيث جرى تأسيس شبكات الخدمات بجميع أنواعها، وإنشاء المرافق الحكومية، وإصدار نظام الآثار عام 1972، الذي كفل الحفاظ على جدة التاريخية لاحقا. وأشار إلى أن عهدي الملك خالد والملك فهد شهدا إطلاق مبادرات عدة، تمثلت في إصدار نظام حماية منطقة جدة التاريخية، وهو ما شكل خط الحماية أمام زوال المنطقة في خضم حركة التوسع العمراني والتوجه للمباني الحديثة، وما صاحب ذلك من وقفات الأمير الراحل ماجد بن عبد العزيز، الذي تولى إبان إمارته لمكة المكرمة إطلاق مشروع لتطوير المنطقة، تبعه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جهود بذلها الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، توجت بمشروع الملك عبد العزيز للمحافظة على منطقة جدة التاريخية عام 2005. وأبرز الأمير سلطان بن سلمان، اهتمام الدولة بجدة التاريخية، من خلال إصدار منظومة قرارات، منها الموافقة على تسجيل الموقع في قائمة التراث العمراني باليونيسكو، وتمويل مشروعات الترميم وغيرها، منوها بما حظي به المهرجان والأنشطة والبرامج المتعلقة بجدة التاريخية من دعم واهتمام من الأمير خالد الفيصل الأمير السابق لمنطقة مكة المكرمة، الذي كان رئيسا للجنة العليا لتطوير جدة التاريخية. وأوضح الأمير سلطان أن مرحلة إهمال جدة التاريخية انتهت، مؤكدا أهمية تعاون الجميع لتحقيق أهداف مشروع التطوير الذي سيسهم في إحياء تراث وطني مهم وسيكون عنصر جذب ثقافي وسياحي رئيس في مدينة جدة. وعد رئيس الهيئة مهرجان جدة التاريخية من المهرجانات المميزة في فكرتها وفعالياتها، مشيدا بمبادرة الأهالي والملاك وتفاعلهم مع المهرجان وتحضيراته، الذي سيتحول إلى مهرجان سنوي تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع محافظة جدة وأمانتها، أن يحتل مكانة بارزة على خارطة الفعاليات السياحية الوطنية الرئيسة. من جهة أخرى، أكد المهندس أحمد باناجه عضو جمعية ملاك بيوت جدة التاريخية، وحفيد عبد الرحمن يوسف باناجه أول من استقبل الملك عبد العزيز لمبايعته في منزله في المنطقة، حرص الأمير سلطان بن سلمان على التعرف على ما يعانيه الملاك من مشكلات في تطوير المنطقة التاريخية في جدة، وحسن إصغائه لمتطلباتهم والتحرك السريع لإنهاء المعاملات العالقة. وبين باناجه لـ«الشرق الأوسط»، أن منزل عبد الله باشا باناجه الذي يزيد عمر بنائه على 150 عاما كان أول منزل ذهب إليه الملك عبد العزيز وتجمع فيه التجار لمبايعته، إلى جانب أنه كان في كل يوم جمعة يأتي إلى منزل باناجه لتأدية صلاة الجمعة ولقاء أصحاب الشكاوى وإصدار القرارات الخاصة بمنطقة جدة من منزله. ولفت إلى أن منزل جدة قدم إليه الكثير من الشخصيات البارزة، منها الملك سعود والملك فاروق، والسلطان عبد الحميد، وغيرهم من الأسماء التي لعبت دورا مهما في تاريخ الإقليم والعالم، مبينا أن كثيرا من البيوت القديمة في منطقة جدة التاريخية تحوي بين جدرانها قصصا وحكايات، ولا بد من الاهتمام بها وتوثيقها لأنها معلم من معالم جدة القديمة. وتمنى أن يجري اعتماد هذا المهرجان سنويا، لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ مدينتهم بشكل ترفيهي، وتعريف المجتمع السعودي بأكمله بأهم وأبرز المعالم والحكايات التي تضمنتها هذه المنطقة. وأكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أن التجهيزات الخاصة بالفعاليات واستقبال الزوار اكتملت بنسبة كبيرة، كما تتوقع أن ترتفع نسبة الإقبال اليومي للمنطقة المركزية بالبلد «بوسط جدة» من 50 ألف زائر إلى 70 ألفا، بسبب تنوع فعاليات المهرجان، بمعدل زيادة 40 في المائة عن الأيام الاعتيادية.

مشاركة :