ولكن ما الغاية التي يستهدفها مثل هذا البنك؟ يقول البروفيسور البنغلاديشي والمصرفي محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2007 ومؤسس بنك الفقراء الشهير «جرامين»: إنّ فكرة البنك هي مساعدة الفقراء بإقراضهم مساعدات وسلف صغيرة في حدود 20 - 500 دولار أو أكثر قليلا على أن تسدد يوميا أو أسبوعيا أو شهريا.. ويضيف أنه أثناء زيارة له للسعودية حدثه أحد التجار عن استعداده لإقامة بنك مشابه لجرامين، إلا أنّه بعد فترة عدل عنها معتذرا بحساسية كلمة فقراء في المجتمع السعودي، وهو عذر غير مقبول، ونحن نتصرف كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال لكي لا تواجه الواقع، فالفقر موجود في دول العالم، واعترف بذلك مسؤول في مستوى عال من المسؤولية ان عندنا فقراء، ولهذا فمن الغفلة التهرب من مواجهة الواقع، والدكتور يونس نفسه يقول إنّ الفقر ليس مخجلا لهذه الدرجة، ولكنّ الصمت دون فعل ايّ شيء لتغييره هو المخجل، وما دام أن الشيء بالشيء يذكر فإنّ سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز أطلق عبر برنامج (أجفند) ثمانية بنوك للتمويل الصغير في العالم العربي آخرها في فلسطين، ولا أعرف لماذا لم يطلق مثل هذا البرنامج في السعودية، خاصة وأنه كما عرفته عن كثب وطني ضحّى من أجل وطنه بالغالي والنفيس، فلعله يؤسس بنكا للفقراء في السعودية.