وهو سؤال أثارته صحيفة الرياض في عددها رقم الصادر بتاريخ شوال الموافق أغسطس ، حيث راهن عدد من الكتاب والمتخصصين على تحقيق برنامج الابتعاث نتائج ملحوظة في تغيير الوعي المجتمعي على مدى السنوات العشر القادمة، وقال أحدهم: «إنه مشروع وطني ستلغي ايجابياته سلبيات المشاريع الأخرى، مرجعا سبب ذلك إلى أنّ مخرجات الابتعاث الخارجي هي التي تصوغ العقل المجتمعي..»، وهذا الكلام صحيح وقد ثبت من التجارب، ونحن مدينون في نهضتنا الحديثة وما صاحبها من يقظة للوعي للجيل الأول من شباب البلد الذين تعلموا في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة، ولا أدري من الفيلسوف الذي قال إنّ الذي لا يعرف لغة أجنبية لا يعرف لغته، وهو ما لا يختلف فيه اثنان، وبالتالي فإنّ الذي لا يتعرف على ثقافات العالم المختلفة لا يعرف ثقافته ولا يكتشف ما فيها من سلبيات وتظل نظرته للعالم أحادية، وكأنه ينظر إليه من خلال مرآة، ولذلك يظل عاجزا عن تغيير المجتمع، والقضية هنا تتعلق ببنية العقل نفسه، ونحن نجد أن تعليمنا الذي يعتمد على التلقين والحفظ يعطل هذه البنية، والنتيجة إنسان مقولب ورهين الفكر السائد الذي غالبا ما يكون متخلفا نظرا للعصور التي عاشها آباؤنا في سبات عميق وجهل مطبق تحت ظلّ الحكم العثماني، ولهذا فإنّ الخلاص من هذا الوضع لا يتحقق إلاّ بالانفتاح على الثقافات الأخرى.