وفقاً لإحدى الصحف، هناك مدرسة اسمها الشامية في محافظة الريث بمنطقة جازان، تفتح أبوابها على مدار الساعة لتؤدي خدمة مزدوجة لطلابها ومعلميها، كل على حدة، ففي النهار هي فصول دراسية للطلاب، وفي المساء تتحول إلى سكن للمعلمين، والوصول إلى المدرسة من محافظة أبو عريش يستغرق خمس ساعات عبر طريق صخرية، أرغمت خطورتها المعلمين على خيار تحويل المدرسة إلى سكن بعدما تعذر عليهم إيجاد مساكن للايجار في القرية، ولا أستطيع أن أتخيل حجم المعاناة التي يلقاها هؤلاء المدرسون، خاصة وأنه ليس من السهل تحويل الغرفة من فصل دراسي إلى غرفة نوم وبالعكس، خاصة إذا كانت هناك سرر ومناضد، ثمّ إنني لا أعتقد أنّ هناك في هذه المدرسة مكتبة أو صالات رياضة، أي لا يمكن اعتبارها مدرسة بالمعنى الحقيقي للكلمة، ووجودها مثل عدمها، وهذا يجعلني أتساءل هل هذه المدرسة هي الوحيدة من نوعها في المملكة خاصة وأنّ المملكة واسعة الأطراف؟ لا أحسب ذلك؟ وهذا إذن وضع يجب تغييره وإيجاد بديل له، ولا سبيل إلى ذلك فيما أرى إلاّ عن طريق التعليم الالكتروني أو التعليم عن بعد الذي يغني عن المعلمين، أما كيف ينفذ فهذا منوط بخبراء الوزارة، علما بأنه مطبق في العديد من الدول، ولا أدري هل توجد مثل هذه الحال في مدارس البنات؟