بالكلمة والصورة، تسبر الخليج أعماق الوطن؛ مدنه وقراه ومناطقه، من السلع في أقصى الغرب إلى رأس الخيمة أقصى الشمال، مروراً بالجنوب والشرق، تلقي الضوء على حجم الإنجازات التي أحدثتها مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، اتحادياً، وما قدمته الحكومات المحلية في كل إمارة.. تلتقي الأهالي وتحاورهم، ترصد من خلالهم الطفرة التي حدثت في مناطقهم، وما الذي يتطلعون إلى تحقيقه. صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحكام الإمارات، حرصوا على تلبية احتياجات أبناء الوطن، فكانت المبادرات، ترصد كل إمارة وكل مدينة ومنطقة، تشق فيها الطرق وتبني المستشفيات والمدارس. الخليج، تواكب منذ اليوم هذه المنجزات، وترسم بحروف الإبداع، وواقع الصورة، حجم الإنجارات في شتى أنحاء الإمارات تلتقي الأهالي، وتستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، وتسجل معهم حجم المنجز الذي تحقق بفضل قيادة آمنت بأن هدفها لا يقتصر فقط على مبدأ تحقيق رضاء المواطنين والمقيمين، بل يتعداه إلى تحقيق الرفاه والسعادة. منطقة أذن وقراها المتناثرة، تتوسط خريطة إمارة رأس الخيمة، وتقع بين مناطقها الشمالية والجنوبية، تميزت بطبيعتها الجبلية الخلابة وأرضها الزراعية الخصبة، وبحصنها التاريخي المسمى بـالأشقر الذي يطل على المنطقة بمزارعها وأحيائها الشعبية. وعلى امتداد شارعها الرئيسي تجاورت مساكن الأهالي ذات الطابقين وسندت ظهرها إلى الجبال الشامخة، كما أنشئت المدارس على امتداد الشارع مع مركز للبريد وآخر للهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، وبنيت حديثاً منازل شعبية استلمها الأهالي وهي مجهزة بالمكيفات والمطابخ قبل 3 أعوام تقريباً سميت بشعبية خليفة أ وشعبية أخرى بـ خليفة ب، ورصفت الشوارع الداخلية للشعبية، وبجهود شباب المنطقة أنشأوا ملعباً مقابل الشعبية، ومازال ينتظر الدعم. علياء سعيد المفتول، من أهالي أذن تقول: تغيرت منطقتنا كثيراً خلال العقد الماضي، إذ بنيت منازل حديثة، وفتحت بعض الجهات الحكومية مراكزها في المنطقة، كما توجد فيها أكثر من 4 مدارس، وفي الوقت نفسه زادت الكثافة السكانية، والعمرانية في المنطقة، لذا نحتاج لكثير من الخدمات اللوجستية، إذ نفتقر لمقصب لحوم، وسوق للسمك، ومحال تجارية بدلاً من أن نقطع أشواطاً من الكيلومترات تقدر بـ 50 كيلومتراً لمدنية رأس الخيمة أو لمنطقة الذيد، وكثير من الأهالي يضطر لمخالفة القوانين بالنسبة لذبح المواشي خارج المقصبة، نظراً لبعد المكان، والزحام الحاصل في مقصبة الطويين. طاقم متعاون سيد محمد مكرم المدير الفني لمركز سيف بن علي الخاطري الصحي، أشار إلى أن المركز متميز بالطاقمين الإداري والطبي، ويحاول قدر الإمكان أن يتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقه، وجميع الموظفين فيه متعاونون مع المرضى، ويحاولون قدر الإمكان إيصال خدماتهم خارج المركز في الحالات الطارئة، إلا أن شكاوى المراجعين تتركز في عدم توفر بعض الأدوية في صيدلية المركز، وكثيراً ما يطالبون بأن تبقى الصيدلية على الأقل مفتوحة لمدة 24ساعة. لطيفة أحمد عبدالله مديرة مدرسة أذن للتعليم الأساسي حلقة أولى، أكدت أن المدرسة تضم 387 طالبة من الصف الأول حتى الخامس، وبنيت في عام 1994 وتحتاج لصيانة دورية خاصة مكيفاتها، إلا أن الوزارة وعدتنا بأن تكون المدرسة مدرجة للصيانة من العام القادم. عائشة سعيد، معلمة في مدرسة أذن، أكدت أن مطلب المعلمات توفير حضانة بمواصفات جيدة لاستقبال أبنائهن الصغار، ولتعمل المعلمات بأريحية وسعادة أكثر، موضحة أنها تتمنى أيضاً أن توفر الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مركزاً لتحفيظ القرآن للنساء في المنطقة، إذ إن الأمهات والأخوات متعطشات لحفظ القرآن الكريم، وملء فراغهن بحفظ كتاب الله تعالى. مريم سيف المزروعي، من منطقة وادي كوب القريبة من أذن، تقول: نحتاج لروضة خاصة بالمنطقة، إذ إن روضة الأطفال تقع حالياً في الغيل وتبعد عنا أكثر من 20 كيلومتراً، فيما تكثر الشاحنات في شوارع المنطقة بأسرها بدءاً من الطويين إلى الغيل، فنحتاج لروضة تحتضن أطفالنا وتطمئننا عليهم، وتحفظهم من حوادث المركبات والشاحنات. خلفان علي المزروعي، مواطن من منطقة أذن، يؤكد أن المنطقة ازدهرت بالمنازل الحديثة والمدارس، والطرق الداخلية، إلا أن توزيع الطرق شابه بعض القصور من الجهات المنفذة، فبقيت الطرق الموصلة للمدارس والرابطة بين شعبية خليفة والمدارس والمؤسسات الحكومية غير معبدة وبحاجة إلى تعبيـــــد على حالهـــــا، فيـــما رصفت وعبدت وشوارع لا يستخدمها إلا القليل. ويوضح أن طول الشارع المطلوب تعبيده يصل إلى 400 متر فقط، ورغم أهميته الرابطة بين المنازل الحديثة والمدارس والمؤسسات الحكومية إلا أنه بقي دون تعبيد، كما أن ملعب المنطقة بني بمجهودنا الفردي، رغم أنه تابع لنادي مسافي الرياضي، إلا أن دعمهم يقتصر فقط على أجرة العامل الوحيد الذي يعمل بسقي مزروعات الملعب. ويضيف: لعبت دوراً فعالاً في تنشيط الملعب، كونه قريب من المنازل ويحتضن الشباب ورياضاتهم وخاصة كرة القدم. عبدالله حمد المزروعي 21 عاماً، أحد شباب أذن، يقول تتوفر في منطقتنا معظم المرافق الحكومية الحيوية كالمركز الصحي والمدارس ومركز الشرطة، إلا أن ينقصها الكثير من الخدمات كالأسواق والمراكز التجارية، ونحتاج كشباب لملعب متكامل. روابط اجتماعية متينة أم أحمد، إحدى سيدات منطقة أذن، أكدت أن منازلهم شعبية خليفة الجديدة وفرت لهم حياة اجتماعية مترابطة، إذ انتقل معظم أهالي أذن للشعبية الجدية، التي دعمت بالشوارع الداخلية، وموقعها قريب للمدارس، ولا ينقصها غير الإنارة، وشارع داخلي يربط الشعبية بمدرسة للتعليــم الأسـاســي وطـــولـــه 400 متـــر. أم سيف المزروعي، تقول: نحتاج بالمنطقة إلى حافلة لكل مدرسة، إذ إن ربط الحافلات بكافة المدارس يؤخر وصول أبنائنا للمدرسة، كما يؤخر وصولهم للمنزل عند العودة رغم قرب المنازل من المدارس، كما أن الحافلات غير مكيفة، وقديمة جداً. وأوضحت أن شعبية خليفة أ التي تقطنها مع أسرتها تضم 30 منزلاً بالإضافة إلى 35 منزلاً آخر في شعبية خليفة ب، وجار بناء صالة أفراح ضخمة للمنطقة، وتوجد مدارس حديثة في منطقتنا، إلا أننا نحتاج أيضاً لروضة أطفال ومركز لتحفيظ القرآن. وظائف حكومية جديدة عبيد محمد المزروعي، أكد أن بعد منطقتنا عن مركز المدينة في رأس الخيمة، يحتم افتتاح أفرع أو مركز خدمة موحد لجميع الجهات الحكومية المحلية والاتحادية، إذ إن الكثير منا يقطع 30 كيلومتراً ويخصص يوماً كاملاً لمراجعة معاملاته في الحكومة، ومركز الخدمات سيوفر الكثير من الوقت والجهد علينا كما سيوظف أبناءنا في المنطقة بتوفير وظائف حكومية جديدة. وأضاف جميع الجهات الحكومية كالشرطة والمدارس تخدم 9 مناطق هي أذن والغيل والمورد ووادي كوب ووادي العيم والعيص والساعدي وأم عرج وصناعية الغيل. وقال علي ربيع المزروعي، في منطقتنا السكنية والزراعية نحتاج لإضاءة في الشوارع الداخلية وتشجير وتوسيع للشوارع الرئيسية التي تسبب ضيقها في العديد من الحوادث المرورية. المركز الصحي الشيخة بسمة خالد القاسمي مدير مركز سيف بن علي الخاطري الصحي التابع لوزارة الصحة، أشارت إلى أن المركز يخدم 15 منطقة منها أذن وتوابعها والغيل ووادي كوب والطويين وسهيلة والساعدي وكبكوب والعيم، ويفتح أبوابه من الساعة السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، ويغلق حتى الساعة الرابعة عصراً إلى السابعة، وكثيراً ما طالب الأهالي لافتتاحه لمدة أطول لاستيعاب حالات الطوارئ. وأوضحت أن المركز يحتوي على ما يقارب 5 آلاف سجل طبي للمراجعين، من غير حالات العلاج المقتصرة على الوصفات والتي يأتينا فيها مراجعون من خارج المناطق التي نخدمها وتوجد بها مراكز صحية، مشيرة إلى أن المركز بني في عام 1999، ومن المتأمل أن تشمله الصيانة نهاية العام الجاري. 5 مدارس وروضة أطفال تخدمها 26 حافلة عبيد البريكي مدير فرع مواصلات الإمارات في رأس الخيمة أكد أن عدد الحافلات المدرسية التي تخدم مدارس أذن والغيل البالغ عددها 5 مدارس وروضة أطفال 26 حافلة، وتعمل على نظام الخطوط المشتركة بين المدارس، ويبلغ أقصى حد للتأخير في الحافلة 50 دقيقة، وفي حالة طلب وزارة التربية والتعليم تعميم الخطوط الفردية المستقلة لكل مدرسة فإن المنطقة تتطلب 40 حافلة، ومواصلات الإمارات مستعدة لتلبية الخدمة في حالة رصدت الوزارة مخصصات مالية لتوفيرها. مجمع زايد الرياضي بالظيت خالد المدفع الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة أكد أن عدد المستفيدين من الأنشطة والبرامج والفعاليات التي نظمتها مراكز الشباب والفتيات والأندية العلمية التابعة للهيئة ما يقارب 140 ألف مستفيد من الشباب والشابات، خلاف القطاع الرياضي الذي يضم الاتحادات والأندية الرياضية، ونحاول في مراكز الشباب أن نوسع من قاعدة المستفيدين قدر الإمكان، كما أن الهيئة تنتظر إنشاء مجمع زايد الرياضي الذي سيكون في منطقة الظيت ويجمع جميع الشباب المستفيدين من أنشطته من مختلف أرجاء الإمارة. حصر الاحتياجات الدكتور عبدالله النعيمي مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، أكد أن المنطقة تستقبل احتياجات مراكز الرعاية الصحية المنتشرة في مناطق رأس الخيمة وتحصرها لرفعها للوزارة، كما تستقبل مساعدات رجال الأعمال وأصحاب الأيادي البيضاء من أجهزة طبية حديثة، وتم مؤخراً توزيع اثنين من الكراسي الحديثة لمركز طب الأسنان في كل من مستشفى صقر ومركز رأس الخيمة الصحي التي تبرع بها أحد رجال الأعمال. وأوضح أن فريق من المنطقة برئاسة محمد راشد الشحي نائب مدير المنطقة زار مركز سيف بن علي الخاطري الصحي مؤخراً للوقوف على احتياجاته، وحصرها ورفعها لوزارة الصحة.
مشاركة :