عندما عين خالد الفالح وزيرا للصحة كان أول تصريح نسب له أنه يحتاج إلى الوقت والصبر لمعالجة ملفات وزارة الصحة، مشيرا إلى أنه لا يوجد حل سحري لأي مشكلة في العالم! كتبت يومها أنه محق، فمن حقه أن يحصل على مهلة وقت عادلة قبل أن نقيم عمله، ومن حقه أن نصبر عليه كما صبرنا على كل من أسلافه لإيجاد الحلول لمشكلات «الصحة» وتفكيك طلاسم هذه الوزارة المستعصية، لكن ذهب الوزير الفالح، وبقيت مشكلات الصحة كما هي، فمعاناة المرضى مع فتح ملفات علاجهم في المستشفيات وإيجاد الأسرة وتباعد مواعيد الأطباء ظلت كما هي! واليوم يعين في وزارة الصحة وزير كسب ثقة المجتمع عندما نجح خلال سنوات قليلة في تغيير النظرة السلبية لوزارة التجارة طيلة عقود من الزمن، فهل يحقق توفيق الربيعة في الصحة ما حققه في التجارة، وهل يحتاج هو الآخر لمهلة زمنية تحسب من عمر المجتمع الذي استثمر على مدى عقود الكثير من الوقت في الصبر ، وحان الوقت لكي يجني بعض الأرباح، فلم يعد مقبولا استمرار هذه الوزارة في شراء الوقت؛ لأنها لم تعد تملك الرصيد الكافي لتسديد ثمنه! ولعل الوقت حان للتفكير في تفكيك وزارة الصحة، والفصل بين مسؤولياتها كمنظم ومنتج للخدمة في الوقت نفسه، والعمل على تحويل الوزارة إلى منظم للخدمة بدلا من مقدم لها! أعلم أن المسؤولية كبيرة، والحمل ثقيل، والإرث عظيم، لكن المشكلة لم تكن غالبا في شخص الوزير، بل في تضخم مسؤوليات الوزارة وعجزها دائما عن تعويض عثراتها الزمنية للحاق بركب مسؤولياتها وتعاظم احتياجات المجتمع الصحية، وليتذكر معاليه أن كل شيء يمكن الصبر عليه وشراء الوقت له.. إلا المرض!
مشاركة :