أعلنت شركة طيران الإمارات يوم الثلاثاء 11 مايو عن ارتفاع أرباحها للسنة المالية 2015/2016م بنسبة 56% لتبلغ 1.9 مليار دولار، أي أكثر من 7 مليارات ريال، وتجاوزت عائداتها 23 مليار دولار كما قارب عدد المسافرين عليها 52 مليونًا بزيادة 8% عن العام المالي السابق. أولًا هنيئًا لطيران الإمارات استمراره في تحقيق الأرباح على مدى 28 عامًا متتالية، وهي قياسًا إلى خطوط طيران خليجية أخرى تُعد ناقلة حديثة لم تبدأ فعليًا إلاّ في منتصف الثمانينيات، أي أنها «كما القطرية والاتحاد» لم تكن شيئًا مذكورًا. وأما الإفصاح عن القوائم المالية، فضرورة لنجاح أي مؤسسة تعمل وفق النظام الاقتصادي السائد في العالم، كيف يمكن مقارنة التحسن أو التراجع إذا لم تكن الأرقام الشفافة الصادقة هي اللغة التي يُقاس بها الأداء!! وللعلم يُعد طيران الإمارات أكبر مشترِ للطائرات العملاقة إيرباص 380 ذات الطابقين، وهي بالنسبة لهم ملائمة لنموذج التشغيل المطبق، خاصة إذا علمنا أن مطار دبي هو الأول عالميا على مستوى النقل الدولي من حيث عدد الركاب، ولذا فصناعة الطيران تُشكِّل رافدًا اقتصاديًا حيويًا على مستوى دبي وعلى مستوى الاتحاد الإماراتي. لقد نجح طيران الإمارات بامتياز في ربط دبي بالعالم، فكان حلقة وصل بين الشرق البعيد والغرب الأبعد، وغالبًا ما يُشكِّل كل راكب ينتقل من نقطة في الغرب إلى نقطة في الشرق «أو العكس» مصدر دخل إضافي للمدينة وللدولة، إذ يمضي بعضهم ساعات معدودات يتسوق في دبي أو في مطارها، ومؤخرًا فرض مطار دبي قرابة 40 ريالًا على كل راكب يستخدم المطار حتى ولو كان عابرًا، مما يعني دخلًا إضافيًا يتجاوز ملياري ريال. وأحسب أن ناقلنا الوطني «الخطوط السعودية» في الطريق إلى إقرار نموذج ناجح يَثبت عليه عدّة سنوات شريطة خضوعه لمقاييس اقتصادية صارمة مع شفافية كاملة، وأحسب كذلك أنه لا مناص من ذلك في ظل التحوُّل الوطني المأمول، والذي يُعنى بالاقتصاد أساسًا، ويُشدِّد على أهمية النجاح في كل الاتجاهات. إن من الخلل الكبير أن ينجح قطاع ويخفق آخر، حتى لا تكون المحصلة في نهاية المطاف ضئيلة أو سالبة لا سمح الله. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :