خياران وأمران! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 7/4/2013
  • 00:00
  • 60
  • 0
  • 0
news-picture

سنودن الشاب الأمريكي الذي أكمل عامه الثلاثين الشهر الماضي هو اليوم أكثر المطاردين شهرة على مستوى العالم. مكانه معروف لكن وضعه مجهول. هو اليوم في مطار موسكو حتى الساعة ومنذ 23 يونيو الماضي، أي استهل عقده الرابع طريداً خصمه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.. تريده حياً كي تحاكمه على كشف أكبر شبكة تجسس في التاريخ. وسنودن لا يبدو مجرد هاوٍ متمرس أو متمرد صغير، إنما هو صاحب مبدأ عميق وفكر واضح. سنودن يؤمن بأن الأسرار الشخصية لكل انسان جزء من حياته وممتلكاته وطريقته في الحياة، وأن انتهاكها هو انتهاك لحرمة صاحبها علم أم جهل. ويتضاعف حجم الاعتداء عندما يكون الضحايا هم كل الناس، ومعظم الناس أبرياء، وفي الوقت نفسه غافلون. وتزداد الغفلة عندما تبلغ الثقة حدها الأعلى في الجهة المتلصصة، التي يفترض أن تحافظ على الحريات والممتلكات والأسرار. وهل ثمة جهة غير الحكومة قادرة على فعل كل ذلك في آن واحد؟! لم يستطع سنودن السكوت طويلاً على هذا الذي يُعد في نظره (ونظر كل مواطن مسالم ملتزم) اعتداء عميقاً ومرعباً. وظل يلمّح ويصرّح حتى أوصل المعلومة إلى الصحافي البريطاني الأمريكي غلين جرينوولد من صحيفة (غارديان) الإنجليزية، فكانت القنبلة التي أزعجت الإدارة الأمريكية أيما إزعاج بالرغم من اعتبار كثير من المواطنين الأمريكيين أن سنودن (بطل قدّم خدمة عظيمة بكشف أكبر شبكة تجسس في التاريخ تغطي الولايات المتحدة والعالم) على حد تعبير الكاتب الصحفي الأمريكي جون كاسيدي، الذي أضاف: (ربما هو مذنب لأنه خرق اتفاقية وقع عليها بعدم كشف أسرار عمله، لكن هذا لا يجعله خائناً). إنها متناقضة الالتزام الأخلاقي في مواجهة الالتزام الوظيفي، فأيها يغلب يقرر سلوك الانسان علما بأنه قد يكون للخيار الأول ثمن باهظ مقارنة بالخيار الثاني. الخيار الأخلاقي يسهم في تحرير الآخرين خاصة الأبرياء منهم في حين يؤدي إلى حجب حرية الفرد نفسه كما هو الحال مع سنودن الذي سينتهي غالباً سجيناً في أحد السجون الأمريكية بتهمة الخيانة أو في أحسن الأحوال سجيناً في مطار موسكو. هما أمران أحلاهما مر! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :